الCAF والقاهرة..هل فقدت مصر "نفودها" في الجهاز الكروي القاري أمام لقجع؟

عاد اسم فوزي لقجع، رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم والنائب الثاني لرئيس الكونفدرالية الإفريقية، ليتردد داخل أوساط الرأي العام الرياضي المصري، بعد تأجيل موعد المباراة المرتقبة بين فريق الرجاء الرياضي والزمالك المصري، لحساب إياب دور نصف نهائي مسابقة دوري أبطال إفريقيا لكرة القدم.

هذا وتسعى مصر، منذ أزيد من سنتين، عبر قنواتها الإعلامية، إلى تصريف خطاب المظلومية وتعليق شماعة فشلها في كسب بعض القضايا داخل ردهات الـ CAF، على مسؤولية فوزي لقجع وخدمته لأجندة الأندية المغربية على حساب منافسيها، بسبب تقربه من الملغاشي أحمد أحمد، رئيس الكونفدرالية، ونفوذه داخل الجهاز منذ أن تولى مهام نائب الرئيس داخل المكتب التنفيذي.

ولعل الموضوع الحديث الذي أشعل النار في نفوس المصريين، هي المستجدات المرتبطة بمسابقة دوري أبطال إفريقيا، والتي شهدت قرار تأجيل مباراة إياب نصف النهائي بين الرجاء والزمالك، في الوهلة الأولى، بسبب الإصابات بفيروس "كورونا" لدى الفريق المغربي، قبل أن يتم إرجاء موعد اللقاء لغاية الأربعاء المقبل، نظرا لطلب السلطات المصرية المرتبط بتنظيم الاستحقاقات البرلمانية.

وفي حديث مع عدة أسماء إعلامية مصرية، استقت "الصحيفة" انطباعات شبه موحدة عن الدور الذي يلعبه فوزي لقجع داخل كواليس الكرة الإفريقية، مؤكدين على "قوة" الرجل التأثيرية في بعض القرارات المتخدة في السير العام للمسابقات، كما هو الحال بالنسبة للتأجيلات والتغيرات في الجدولة الزمنية، التي تقرها لجنة الأندية والمسابقات ولجنة الطوارئ داخل الـ CAF، التي يعتبر المسؤول المغربي عضوا فاعلا داخلها.

من جانبها، ترى الصحافة المصرية أن التأثير المغربي داخل أروقة الجهاز الكروي القاري أخذ أبعادا مهمة خلال عهد أحمد أحمد، حيث استفادت الأندية المغربية من تواجد رئيس اتحادها المحلي داخل الجهاز المدبر لشؤون الكرة الإفريقية، بعد أن كان الأخير يعرف حضورا مصريا قويا، خلال عقود من الزمن، لما كان يتربع الكاميروني عيسى حياتو على كرسي الرئاسة.

وإن كانت الندية المصرية-المغربية بلغت ذروتها خلال هذه السنة، بعد وصول ممثلي البلدين إلى الأدوار النهائية لمسابقتي دوري الأبطال وكأس الكونفدرالية، فإن تتويج فريق نهضة بركان باللقب الأخير، على حساب نادي بيراميدز المصري، زات من موجة الاحتقان في القاهرة، حيث اتهم لقجع بالتحيز للفريق "البرتقالي" الذي يظل رئيسه الشرفي رغم ابتعاده خلال السنة الماضية عن منصب رئيس الفريق.

وفي حديث مع مصدر جامعي مسؤول، قال في حديثه للموقع، إن لقجع لا يهتم لما يثار حوله داخل الإعلام المصري، من منطلق أن دفاعه عن مصالح كرة القدم المغربية أمر طبيعي، من منصبه داخل الكونفدرالية، وهو ما تعاهد عليه مع نفسه منذ أن تم انتخابه داخل الجهاز بصفته الرئيس المنتخب للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم وومثل كل الأندية المغربية في الأمور المرتبطة بمشاركاتهم القارية وتمثيلهم لكرة القدم الوطنية.

تبقى الإشارة إلى أن مصر تتعامل بحساسية كبيرة مع حضور المغربي في "الكاف"، قبيل أشهر من موعد الانتخبات الرئاسية للجهاز القاري، المقررة في مارس المقبل، بالعاصمة المغربية الرباط، حيث من المرجح أن يستمر الملغاشي أحمد أحمد بمعية لقجع ة، في تدبير شؤون الكرة الإفريقية، لولاية جديدة.