باعتبارها طرفا رئيسيا في النزاع.. 5 دول إفريقية تدعو الجزائر للجلوس على طاولة المفاوضات في قضية الصحراء
شهدت اجتماعات اللجنة الرابعة التابعة للأمم المتحدة في الأيام الأخيرة، بنيويورك، تزايد عدد الدول التي تدعم مقترح الحكم الذاتي المغربي لحل النزاع، حيث اعتبرته أغلب الدول التي قدمت مداخلاتها بشأن قضية الصحراء، أنه حل واقعي ويتسم بالجدية، بخلاف دول معدودة كررت مواقفها الداعمة لجبهة البوليساريو الانفصالية، وفي مقدمتها الجزائر.
وحاولت الجزائر في مداخلة ممثلها باللجنة الرابعة الأممية، أن تُوحي بأنها طرفا غير معني بهذا النزاع، وأن نزاع الصحراء هي مشكلة قائمة بين المغرب وجبهة البوليساريو الانفصالية، إلا أن هذا الادعاء لم يعد يُقنع العديد من الأطراف الدولية، وقد ظهر هذا في مداخلات 5 دول على الأقل.
ووفق مداخلات الدول التي تناولت قضية الصحراء في اللجنة الرابعة، وفق ما اطلعت عليها "الصحيفة"، فإن 5 دول إفريقية، دعت بشكل مباشر جميع الأطراف المعنية في نزاع الصحراء بالعودة إلى طاولة المفاوضات لاستئناف الحوار، ومن ضمن هذه الأطراف، الجزائر، مما يؤكد أن هناك وعيا دوليا بأن الجزائر أحد أطراف النزاع التي يجب عليها أن تساهم في التفاوضم من أجل إيجاد حل.
وفي مقدمة الدول التي دعت الجزائر للعودة إلى طاولة المفاوضات، كانت السنغال، التي أكد ممثلها في اللجنة الرابعة على دعم بلاده لسيادة المغرب على الصحراء ومبادرة الحكم الذاتي المغربية، ثم دعا أطراف الخلاف، وهي الجزائر والبوليساريو وموريتانيا إلى جانب المغرب للتفاوض لإيجاد حل سلمي دائم.
كما أعلن ممثل زامبيا في كلمته حول قضية الصحراء، أن بلاده تُشجع كافة الأطراف، المغرب والجزائر وموريتانيا والبوليساريو، على مواصلة التفاوض والعمل لإيجاد حل سياسي واقعي ومستدام، بينما طالب ممثل دولة ملاوي بشكل صريح باستئناف الموائد المستديرة لجميع الأطراف الأربعة للتفاوض للوصول إلى حل، مثمنا بجهود المغرب في هذا الإطار.
التشاد بدورها كانت من الدول التي طالب ممثلها في اللجنة الرابعة باسئناف الموائد المستديرة بمشاركة المغرب والجزائر وموريتانيا والبوليساريو للوصول إلى حل سياسي منصف. وفي نفس الوقت رحبت التشاد بمقترح الحكم الذاتي الذي طرحه المغرب، ورحبت أيضا بالاستثمارات الكبيرة للمملكة المغربية في إقليم الصحراء.
وخامس دولة إفريقية تناولت قضية الصحراء في اجتماعات اللجنة الرابعة بنيويورك، كانت الكاميرون، التي أعلنت عن دعمها للعملية السياسية تحت جهود الأمم المتحدة، وقال ممثلها بأن الكاميرون تُشجع كافة الأطراف على مواصلة المفاوضات لايجاد حل سياسي شامل، ومن بين هذه الأطراف الجزائر.
ويشار في هذا السياق، أن الممثل الدائم للمغرب بالأمم المتحدة، عمر هلال، كان قد انتقد في ختام أشغال الدورة التاسعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة بداية أكتوبرما وصفه بتالتناقضات الجزائرية في تصريحاتها وتصرفاتها بشأن قضية الصحراء، حيث اعتبر أن قول الجزائر بأنها تدعم المسلسل الأممي الرامي لإيجاد حل في الصحراء، هو كلام مجانب للصواب، مشيرا إلى أن العالم أجمع "يعلم أن المبعوث الأممي، ستيفان دي ميستورا، تم تعيينه قبل 3 سنوات، فلماذا طيلة هذا الوقت لا توجد مفاوضات؟".
وأكد هلال في هذا السياق، أن توقف المفاوضات في ملف الصحراء بين الأطراف المعنية، يرجع سببه الرئيسي إلى غياب الجزائر ورفضها الجلوس على طاولة النقاش، حيث تعتبر نفسها غير معنية بذلك بمبرر أن النزاع هو بين المغرب وجبهة البوليساريو، وهو ما ترفضه الرباط وتعتبر الجزائر جزءا أسياسيا وطرفا معنيا بالنزاع.
وأشار الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة في هذا الصدد، أن ما يؤكد على أن الجزائر طرفا أساسيا في نزاع الصحراء، هو أن اسمها يوجد في كافة القرارات الصادرة عن مجلس الأمن بشأن القضية، وبالتالي دعا هلال الجزائر بتحمل مسؤوليتها في هذا الأمر.