بسبب أحداث سبتة.. سانشيز يلغي رحلة إلى باريس ويُطمئن سكان المدينة: أنتم "جزء من إسبانيا"
أدت الأحداث غير المسبوقة التي تعرفها مدينة سبتة المحتلة، جراء دخول حوالي 10 آلاف شخص، جلهم مغاربة، منذ الساعات الأخيرة من ليلة الأحد إلى غاية صباح اليوم الثلاثاء، إلى قيام رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، بإلغاء زيارة رسمية له إلى العاصمة الفرنسية باريس.
وحسب مصادر إعلامية إسبانية، فإن سانشيز في أول تصريح رسمي له بشأن ما يجري في مدينة سبتة، قال بأن "الأولوية حاليا هي إعادة الوضع الطبيعي إلى مدينة سبتة"، مضيفا في رسالة اطمئنان إلى سكان المدينة، بأن الحكومة تدعم بشكل كامل سبتة كجزء من التراب الإسباني في وجه جميع التحديات.
وأضافت ذات المصادر، أن رئيس الحكومة الإسبانية سيعمل على تقديم تصريح رسمي يحمل توضيحات بعد اجتماعه المرتقب مع وزراء الحكومة، في الوقت الذي أكد فيه وزير الداخلية، فيرناندو غراندي مارلاسكا، أن عمليات إعادة الأشخاص الذين دخلوا إلى سبتة إلى المغرب قد بدأت.
وأضاف مارلاسكا في هذا السياق، بأن حوالي 1500 شخص تمت إعادتهم إلى السلطات المغربية صباح اليوم الثلاثاء، ويُتوقع أن تتم عمليات إعادة الآخرين في مقبل الساعات، خاصة أن السلطات المغربية قررت تسلم العائدين.
وتشهد مدينة سبتة منذ الساعات الأولى من صباح اليوم، تحركات واسعة في المدينة من طرف الجيش الإسباني والقوات الامنية، من أجل جمع جميع الذين دخلوا إلى المدينة في أماكن محددة، حتى تسهل عمليات إعادتهم إلى السلطات المغربية، رغم صعوبة ذلك، وفق ما كشفت عنه الصحافة المحلية.
وقد طلبت سلطات المدينة من جميع السكان، وأصحاب المحلات والبنوك والإدارات العمومية، عدم فتح الأبواب اليوم الثلاثاء، بسبب الوضع المتأزم في المدينة، جراء تواجد الآلاف من المهاجرين في مختلف الشوارع والأزقة.
وفي الجانب المغربي، ذكرت مصادر من عين المكان، أن القوات المغربية شرعت في منع أي محاولات جديدة للتسلل إلى سبتة، سواء عن طريق البحر أو عبر البر من السياجات الحدودية القريبة من منطقة تراخال، كما قامت بتطويق معبر تراخال بشكل كامل.
ولازالت أسباب هذا الانفلات غير واضحة لحد الآن، حيث تتحدث الصحافة الإسبانية أن دخول هذا العدد الكبير من المهاجرين، جلهم مغاربة، بينهم أطفال ونساء، دون اعتراض من المصالح الأمنية المغربية، هو رسالة موجهة من المغرب إلى إسبانيا بسبب الخلافات القائمة بين البلدين، خاصة في قضية زعيم البوليساريو إبراهيم غالي.
وقالت وزيرة الخارجية الإسبانية، أرانشا غونزاليز لايا، ليلة أمس الإثنين في تصريح لإذاعة "كادينا سير" بأنها تواصلت مع نظرائها المغاربة وأكدوا لها أن ما يحدث في سبتة لا علاقة له بأزمة إبراهيم غالي، غير أن عدد من المتتبعين والمهتمين بالعلاقات المغربية والإسبانية، يرون أن ما يحدث هو جزء من التوتر القائم بين البلدين بسبب عدة ملفات، أبرزها قضية الصحراء.
ويُرتقب أن يخرج الطرفان، المغربي والإسباني، بشكل رسمي، لتوضيح حقيقة ما يجري والخلفيات التي تقف ورائه في مقبل الساعات.