بسبب إجرائها على الحدود المغربية الجزائرية.. إسبانيا تنسحب من المشاركة في مناورات "الأسد الإفريقي 2024" لتفادي تأزيم العلاقات مع الجزائر
قررت إسبانيا الإحجام عن مشاركة جيشها في مناورات "الأسد الإفريقي 2024"، المنظم بالأراضي المغربية من طرف الجيش الأمريكي، ممثلا بقيادته العسكرية في إفريقيا "أفريكوم"، والقوات المسلجة الملكية، وذلك لتفادي تأزيم العلاقات بشكل أكبر مع الجزائر، لكون برنامج التدريبات الميدانية سيشمل نقطة ملاصقة لحدودها.
وفي ظل استمرار الأزمة بين الجزائر ومدريد، والتي اتضحت معالمها بشكل أكبر بإعلان إلغاء الرحلة التي كانت مبرمجة بداية الأسبوع الجاري لوزير الخارجية الإسباني، خوسي مانويل ألباريس، إلى الجزائر العاصمة، أكدت إسبانيا عدم إرسال قواتها إلى المناورات الأكبر في إفريقيا، والمقررة خلال الفترة ما بين 20 و31 ماي 2024.
ونقلت صحيفة "فوث بوبولي" الإسبانية هذه المعطيات عن مصادر رسمية في قيادة أركان الدفاع، والتي قالت إنها فضلت عدم المشاركة "في لحظة حساسة للعلاقات الدبلوماسية مع الجزائر، بعد تعليق الزيارة الرسمية لوزير الخارجية"، بسبب إجرائها، بشكل جزئي، في منطقة المحبس القريبة من الحدود الجزائرية، بعدما كانت مدريد تبعث قواتها في السنوات الماضية.
وغابت إسبانيا بذلك، عن الاجتماع الذي جرى، نهاية يناير وبداية فبراير، بين ممثلي القوات المغربية والأمريكية، ونظرائهم ممثلي الدول المشاركة في المناورات، والذي تم خلاله التطرق إلى أهداف المناورات، وفي مقدمتها ضمان التعاون بين جيوش الدول المعنية في إسقاط أهداف مشتركة، وبشكل أساسي الحرب ضد الإرهاب والمنظمات الإجرامية المنتشرة في إفريقيا.
واحتضنت القيادة العليا للمنطقة الجنوبية المغربية بأكادير، ما بين 29 يناير الجاري إلى 2 فبراير اجتماع التخطيط الرئيسي لتمرين "الأسد الإفريقي 2024"، وقال بلاغ للقيادة العامة للقوات المسلحة الملكية، إنه بالإضافة إلى ممثلي القوات المسلحة الملكية والقوات المسلحة الأمريكية، تشارك نحو عشرة بلدان شريكة في أشغال التخطيط للدورة العشرين لتمرين "الأسد الإفريقي".
وأورد البلاغ ذاته أن هذا الاجتماع يمكن القائمين على التخطيط من تحديد طرق تنفيذ الأنشطة المختلفة لتمرين "الأسد الإفريقي 2024"، مبرزا أن هذه الأنشطة تضم تكوينات تهم العديد من المجالات العملياتية، وتمرينًا للتخطيط موجه لأطر القيادة العليا، ومناورات مسلحة متعددة ومشتركة، وأنشطة مدنية-عسكرية، إلى جانب تمارين إزالة التلوث النووي والإشعاعي والبيولوجي والكيميائي.
ووفق القيادة العامة للجيش المغربي، فإن تمرين "الأسد الإفريقي 2024"، الذي من المزمع تنظيمه من 20 إلى 31 ماي المقبل بمناطق أكادير وطانطان والمحبس وطاطا والقنيطرة، وابن جرير وتيفنيت، يهدف إلى تطوير قابلية العمل المشترك التقني والإجرائي بين القوات المسلحة الملكية وقوات البلدان المشاركة، وكذا التدريب على التخطيط وقيادة العمليات.
وخلص البلاغ إلى أن مناورات "الأسد الإفريقي"، التي تمثل أكبر تمرين متعدد الجنسيات في القارة الإفريقية يروم تعزيز السلام والأمن بالمنطقة، ستحتفي هذه السنة بالذكرى العشرين لإطلاقها، وهو ما يعكس "متانة واستدامة العلاقات التي تربط القوات المسلحة الملكية بنظيرتها الأمريكية"، وفق لغة القيادة العامة للقوات المسلحة الملكية.