بسبب الانقلابات والأوضاع السياسية غير المستقرة في أفريقيا.. رئيس جزر الكناري يستنجد بالمغرب لتطويق تدفقات الهجرة
دعا رئيس جزر الكناري، فرناندو كلافيغو، المغرب باعتباره "شريكا استراتيجيا ذو أولوية"، إلى مزيد من التعاون في سبيل السيطرة على التدفقات المتصاعدة للهجرة في الأشهر الأخيرة، منبّها إلى أن الصراعات السياسية وواقع الانقلابات المتتالية في القارة الأفريقية، من شأنها أن تفاقم وضع الهجرة أكثر ما سيزيد الضغط على مسار الكناري انطلاقا من السواحل المغربية، والذي بات قبلة محبّبة للمهاجرين غير النظاميين القادمين من القارة السمراء.
وحث رئيس جزر الكناري، فرناندو كلافيغو، وفق ما نقلته "إيفي" الإسبانية اليوم الاثنين، حكومة بلاده على اتخاذ "إجراءات ملموسة" فيما يتعلق بعودة ارتفاع ظاهرة الهجرة معتبرا أن السلطة التنفيذية المركزية، "إما تعيش في واقع آخر أو لا تدرك ما الذي يحدث حقا في الأرخبيل وما تتكبّده جراء هذا الوضع".
وأورد كلافيغو، في تصريحه أن جزر الكناري باتت وكأنها "معزولة"، من طرف السلطة التنفيذية المركزية في مدريد، سيما في شؤون الهجرة، مشيرا إلى أن الاتصالات المستمرة لحكومة الجزر مع كل من وزيري الخارجية خوسيه مانويل ألباريس والداخلية فرناندو غراندي مارلاسكا، "لم تخلص إلى أي إجراءات ملموسة."
وكشف رئيس جزر الكناري، أنه سيعقد غداً الثلاثاء، اجتماعاً مع وزير الهجرة خوسيه لويس إسكريفا، على أساس أنه بعد هذه الاجتماعات سيتم اتخاذ قرارات مهمة، على غرار ما إذا كانت ما إذا كانت الوكالة الأوروبية لحرس الحدود والسواحل فرونتكس ستنتشر في جزر الكناري أم لا، على اعتبار أنها تنقذ الأرواح."
لكن قبل كل شيء، شدّد رئيس جزر الكناري، على أن الظرفية الحذرة الحالية تستلزم "استجابة استقبال، وإحالة" على اعتبار أن "القُصَّر غير المصحوبين بذويهم لا يمكنهم البقاء في الجزر، وهم المشكلة الكبيرة".
وأوضح المسؤول الحكومي الإسباني، أن جزر الكناري، تضم "أكثر من 2200 قاصر لا يمكن توفير التعليم أو الاندماج لهم، ولا يمكنهم العمل لأن الحجم كبير لدرجة أن الشيء الوحيد الذي يمكننا القيام به هو إطعامهم وإبقائهم هناك، مع كل ما يستلزم ذلك"، معربا عن أسفه مما وصفه بـ "الاتفاق الشهير، بين المجتمعات المتمتعة بالحكم الذاتي لتوزيع القاصرين في دور الرعاية والذي لم يحقق أي نتيجة".
وأردف المتحدث بالقول: "قلوبنا تنفطر لأجل هؤلاء القُصَّر الذين يصلون على متن القوارب والزوارق، وكان من الممكن أن يكونوا أطفالنا. فالبالغون من المهاجرين غير النظاميين يفرون من الجوع والبؤس والموت والحرب (...). نحن ندرك كل هذا، ولكن كوننا نحن بالفعل في أوروبا، وكوننا حقًا حكومة تصف نفسها بالتقدمية، فيجب أن يكون لدينا رد مناسب".
ويرى فرناندو كلافيغو، أنه على الرغم من التحول الإيجابي الذي أقدمت عليه حكومة بيدرو سانشيز في العلاقات مع المغرب ووضع خارطة الطريق، "لا تزال تصل القوارب الواحدة تلو الأخرى، إلى الجزر و"يستمر الناس في الموت والاختفاء في عرض البحر".
ودعا رئيس جزر الكناري، المغرب باعتباره "شريكا ذا أولوية"، إلى "المساعدة على الأقل في السيطرة على التدفق"، في سياق العلاقات المتميزة بين البلدين والتي أكدها وزير الخارجية خوسيه مانويل ألباريس في آخر تصريح له، وتمثّلها الزيارة غير الرسمية التي قام بها سانشيز إلى المغرب لقضاء عطلته.
وأشار رئيس جزر الكناري، في التصريح ذاته إلى أن الصراعات السياسية التي تشهدها القارة السمراء، وواقع الانقلابات المتتالية وما يحدث بها من صراعات وحروب واقتتال، من شأنه تعميق جراح الهجرة أكثر، ورفع وتيرة الإقبال على مسار جزر الكناري انطلاقا من السواحل المغربية، وهو الطريق الذي بات مُفضلا بالنسبة للمهاجرين على الرغم من خطورته، ما يضاعف الضغط على الحكومة.