بطء إصدار تراخيص الاستيراد يجبر "إنديتكس" الإسبانية على إغلاق عدد من متاجرها في الجزائر
أغلقت شركة "إنديتكس" الإسبانية المتخصصة في النسيج عدد من متاجرها في الجزائر بسبب مشاكل تشغيلية تتعلق بحدوث تأخير في تجديد المخزون في نقاط البيع، بسبب بطء إصدار تراخيص الاستيراد اللازمة من طرف السلطات الجزائرية.
ووفق ما ذكرته الصحافةالإسبانية، فإن الشركة إلى حدود الساعة أعلنت عن إغلاق بعض متاجرها بشكل مؤقت، ولا يعني مغادرتها للسوق الجزائري، وتأمل في استئناف أنشطتها في أقرب وقت ممكن، حين توصلها بالتراخيص من طرف السلطات.
وأضافت المصادر ذاتها، أن إغلاق الشركة الإسبانية لبعض متاجرها، يُعد جزءا من التحديات التشغيلية التي تواجهها الشركة في السوق الجزائري، الذي شهد افتتاح أول متجر لها في هذا البلد قبل أحد عشر عاما، لكن لا يُعرف ما ستؤول إليه الأوضاع مستقبلا، ولا سيما في حالة إذا استمر التأخير في الحصول على تراخيص الاستيراد.
وتكشف هذه التحديات التي توجهها هذه المجموعة الإسبانية العملاقة في الجزائر، جوانب من الأزمة السياسية والاقتصادية التي لم تنقشع كليا بين البلدين، حيث كانت الجزائر قد قررت في يونيو 2022 قطع علاقاتها الاقتصادية والتجارية مع إسبانيا كرد على إعلان مدريد دعمها لمغربية الصحراء عبر مساندة مقترح الحكم الذاتي.
وبالرغم من اضطرار الجزائر لاستئناف علاقاتها مع إسبانيا في الشهور الماضية وتعيين سفير جديد لدىى مدريد، دون أن تحقق أي شيء من ضغطها على إسبانيا، إلا أن العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين لازالت لم تصل إلى مرحلة التطبيع الكامل.
وكانت الصحافة الإسبانية قد كشفت في نونبر الماضي، أن الشركات الإسبانية بدأت في العودة تدريجيا إلى السوق الجزائرية بعد حدوث مصالحة بين البلدين، مشيرة إلى أن شركتين إسبانيتين رائدتين قد عادتا إلى الجزائر مع بدء استئناف العلاقات، الأولى هي شركة "Saica" المتخصصة في صناعة الورق والتغليف، والثانية "IQE" التي تعمل في مجال الكيميائيات والصناعات التحويلية.
ويُعتبر بطء إصدار الرخص لشركة "إنديتكس" مؤشر سلبي موجه إلى الشركات الإسبانية الأخرى التي ترغب في العودة إلى الجزائر أو تلك التي ترغب في الاستثمار في البلاد، بالنظر إلى أن التأخر في استصدار تراخيص الاستيراد تكون في الغالبب له تداعيات سلبية على النشاط التجاري والاقتصادي للشركات، وهو ما حدث مع "انديتكس".