بعدما كان يشترط تراجع مدريد عن دعم المغرب في الصحراء.. تبون يأمر باستئناف الرحلات الجوية مع إسبانيا في إشارة لانتهاء الأزمة
أعلنت السلطات الجزائرية عن استئناف الرحلات الجوية المباشرة مع عدد من المطارات الإسبانية، خاصة مدريد وبرشلونة، وذلك بأمر من رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، وفق ما جاء في عدد من التقارير الإعلامية للصحافة الجزائرية الرسمية.
ووفق ذات المصادر، فإن وزارة النقل الجزائرية، أعلنت استئناف الخط الجوي المباشر بين الجزائر العاصمة ومدريد، بمعدل رحلتين في الأسبوع، مع الرفع من وتيرة الرحلات الجوية بين العاصمة الجزائرية وبرشلونة إلى 7 رحلات في الأسبوع، عوض 4 رحلات فقط.
كما أشارت الصحافة الجزائرية أن الرحلات الجوية الأخرى التي تربط بين الجزائر وجزيرة مايوركا الإسبانية، وبين وهران وبرشلونة، قد تم استئنافها أيضا من طرف الخطوط الجوية الجزائرية، بعد توقف دام أكثر من سنة ونصف، بسبب قرار الجزائر قطع علاقاتها الدبلوماسية والاقتصادية مع إسبانيا بسبب دعم إسبانيا لمغربية الصحراء.
هذا، وتجدر الإشارة إلى أن الجزائر قررت في الأسابيع الأخيرة إصلاح علاقاتها مع مدريد وإنهاء قطيعتها الأحادية الجانب، بشكل مفاجئ ودون سابق إنذار، بالرغم من أن إسبانيا لم تستجب لشروط الجزائر لاستئناف العلاقات الثنائية، وأبرزها تراجع مدريد عن دعم المغرب في قضية الصراء.
وفي هذا السياق، كانت صحيفة "إلكونفيدينسيال ديخيتال" الإسبانية، قد استعرضت في تقرير لها مؤخرا سبيبين يُرجح أنهما هما من دفعا الجزائر إلى إنهاء قطيعتها لإسبانيا، خاصة أن الحديث عن هذين السببين يدور في أرواقة وزارة الخارجية الإسبانية، فالأول يتعلق بالغاز التي حاولت الجزائر استعماله كورقة ضغط ضد إسبانيا، والثانية تتعلق باستمرار بيدرو سانشيز رئيسا للحكومة الإسبانية.
ووفق نفس المصدر، فإن الجزائر أدركت أن تهديدها لإسبانيا بورقة الغاز أبان عن ضعف هذه الورقة، حيث أن مدريد استطاعت في ظرف وجيز بعد الأزمة مع الجزائر من إيجاد العديد من الشركاء الآخرين لتزويدها بالغاز، وبالتالي فإن الجزائر كانت ستكون هي الخاسر الأكبر في حالة تفعيل تهديدها، ولاسيما أنها تعتمد في تحريك اقتصادها على مبيعات هذه المادة.
وكانت الجزائر بالفعل لوحت باستعمال ورقة الغاز ضد إسبانيا، كما أنها أعلنت بأن الأسعار التي تبيع بها الغاز إلى إسبانيا ستعرف زيادات، وهو ما دفع بمدريد إلى زيادة شراكاتها مع مزودين آخرين، وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية، وتوقيع اتفاقيات جديدة مع كل من قطر ونيجيريا، إضافة إلى اقتناء نسبة من الغاز الروسي عبر وسطاء آخرين، مثل المغرب.
وبخصوص السبب الثاني، فإن الصحيفة الإسبانية، أشارت إلى استمرار بيدرو سانشيز رئيسا للحكومة الإسبانية لولاية جديدة، وهو ما دفع بالجزائر إلى إعادة حساباتها، حيث أن استمرارها في مقاطعة إسبانيا كان يعني أنها ستفقد علاقات جيدة مع شبه الجزيرة الإيبيرية لأربع سنوات مقبلة.
وكانت الجزائر تأمل في سقوط سانشيز وتولي زعيم سياسي آخر رئاسة الحكومة الإسبانية في مدريد، خاصة أن الرئيس الجزائري كان قد صرح في الشهور الماضية أن القطيعة الجزائرية لإسبانيا سببها موقف سانشيز من قضية الصحراء، وفي حالة إزاحته من السلطة ستعود العلاقات بين البلدين كما كانت في السابق.
ويبدو أن الجزائر أدركت في الأيام التي سبقت تعيين سانشيز من جديد كرئيس للحكومة الإسبانية، أن سانشيز سيستمر في نفس المنصب، وهو ما دفعها للمسارعة نحو تعيين سفير جديد في مدريد والبدء في طي صفحة الخلافات دون أن تُقدم إسبانيا أي تنازلات.
تعليقات
بإمكانكم تغيير ترتيب الآراء حسب الاختيارات أسفله :