بعد أنهت "اتصالات المغرب" رعاية البطولة.. ما هي خيارات لقجع لإنقاذ البطولة من أزمة موارد مالية؟

 بعد أنهت "اتصالات المغرب" رعاية البطولة.. ما هي خيارات لقجع لإنقاذ البطولة من أزمة موارد مالية؟
الصحيفة - عمر الشرايبي
الثلاثاء 11 غشت 2020 - 13:37

وسط الظرفية الاستثنائية التي يمر منها المغرب، إسوة بباقي دول العالم، بسبب جائحة "كورونا" والانعكاسات السلبية الوخيمة التي ضربت الاقتصاد، ارتأت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، بصفتها المسؤول عن تدبير قطاع من القطاعات الحيوية داخل المجتمع، إلا أن تتشبث بعودة نشاط الأخير، بعد فترة توقف طويلة، بغض النظر عن الضريبة التي ستدفعها بسبب هذا القرار، لاسيما وأن البطولة الاحترافية المحلية تفتقد للمقومات التي تجعلها تسمتر بشكل سلس، منذ أن افتقدت لهويتها البصرية وقوتها المالية، بعد الطلاق مع شركة "اتصالات المغرب"

في خضم هذا الجدل، تواصل جامعة فوزي لقجع، أوراشها الإصلاحية داخل منظومة كرة القدم المغربية، آخرها الغلاف المالي المرصود لتطوير الكرة النسوية، ناهيك عن التعيينات في المناصب داخل الإدارة التقنية، حيث تم التعاقد مع عدة أطر أجنبية برواتب دسمة، كما هو الشأن بالنسبة للتعديلات التي طرأت على الطاقم التقني للمنتخب الأول بانتداب مساعدين فرنسيين للناخب الوطني وحيد خليلهودزيتش.

أسباب النزول.. انسحاب اتصالات المغرب

مرت أزيد من سنة على قرار عبد السلام أحيزون، الرئيس المدير العام لشركة اتصالات المغرب، إنهاء العقد الذي يربطه بالجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، والذي وضع الأخيرة في مأزق كبير، لإيجاد محتضنين جدد للبطولة الاحترافية، حيث اقتصرت دائرة المنافسة بين شركتين للاتصالات، قبل أن تتوقف المفاوضات معهما، لتظل "البطولة برو" دون هوية بصرية، منذ انطلاقة الموسم الجاري.

شركة "اتصالات المغرب"، التي كانت تدعم الكرة الوطنية بغلاف مالي يصل إلى ثلاثة ملايير سنويا، فتحت الباب أمام  المنافسين في سوق الاتصالات المغربية؛ "إنوي" و"أورانج"، إلا أن مسؤولي الجهاز الكروي فشلوا في الحفاظ على نفس طبيعة الرعاية الاستشهارية، نظرا لما يعيشه القطاع من تراجع كبير، بالنظر إلى انخفاض سعر المكالمات وضعف القوة الشرائية للمواطن المغربي.

وإن كان موضوع إقران إسم البطولة الاحترافية لكرة القدم بمحتضن رسمي، أضحى من اختصاصات العصبة الاحترافية إلا أن سلطة لقجع على المولود الجديد، دفعه للاستنجاد بالشركات المواطنة والمؤسسات العمومية التي تتعامل مع الـ FRMF منذ سنوات، إذ تناسل اسم صندوق الإيداع والتدبير "CDG" كشريك محتمل لإنقاذ الهوية البصرية للدوري المحلي، خلال الموسم المقبل.

الجامعة تنفي رعاية CDG وتبني تصورا للمرحلة..

نفى مصدر مسؤول داخل الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، وجود أي مفاوضات مع صندوق الإيداع والتدبير "CDG" من أجل رعاية البطولة الاحترافية لكرة القدم، مؤكدا في تصريح سابق ل"الصحيفة" صحة ذلك، مفنذا بالتالي ما راج من شائعات حول الموضوع خلال الأشهر الماضية.

مصدر آخر من داخل الشركة الراعية والمقرب من دهاليز الـ FRMF، استبعد فرضية تعويض "اتصالات المغرب" براعي من القطاع العام، لا يوفر خدمة تجارية للمستهلك، كما هو معمول به في جل الدوريات الأوروبية الكبرى، التي نهجت منذ سنوات فكرة إقران الهوية البصرية لبطولتها المحلية باسم راعي تجاري خدماتي.

الرعاية الخدماتية في عالم المستديرة..

كان الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم سباقا إلى اعتماد عقد تسمية "Naming" من أجل رعاية الدوري المحلي، وذلك سنة 1993، حين اقترن الأخير باسم شركة المشروبات الكحولية "Carling"، ثم بعد ذلك بالبنك الإنجيلزي العريق "Barclays" منذ 2004 إلى غاية 2016، قبل أن تصنع ال"Premier League" لنفسها علامة مستقلة على غرار الدوري الأمريكي للمحترفين لكرة السلة "NBA".

 في فرنسا، سيحمل الدوري المحلي خلال الموسم المقبل تسمية "Uber Eats Ligue1"، بعد توقيع أحد أهم عقود التسمية في العالم مع الشركة المختصة في توصيل الأغدية للمنزل، والذي سيضخ 15 مليون أورو سنويا في خزينة الرابطة الفرنسية لكرة القدم للمحترفين LFP، بموجب عقد يمتد لموسمين، وهو ضعف الرقم الذي كانت تخصص شركة "Conforama" منذ ثلاث سنوات من أجل رعاية البطولة المحلية.

من بين النماذج الكروية الإخرى التي لجأت إلى "التسمية الخدماتية"، نجد إسبانيا التي اعتمدت على القطاع البنكي من أجل هويته البصرية للدوري المحلي "الليغا"، بداية ببنك "BBVA"  وحاليا "Santander"، كما نجد بنك "SmartBank" شريكا لدوري الدرجة الثانية المحلي، فيما تلجأ بلجيكا إلى شركة المشروبات الكحولية "Jupiler" من أجل رعاية بطولتها الاحترافية المحلية منذ ثلاث سنوات.

أي آفاق احتضان بعد جائحة "كورونا"؟

ضبابية كبيرة يشهدها المجال الكروي المغربي، بسبب تضارب الاختصاصات بين الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم والعصبة الاحترافية، الأخيرة المعهود لها تدبير شؤون البطولة في قسميها الأول والثاني، إلا أنه يبدو أنها لم تستلم بعد المشعل من أجل البحث عن موارد جديدة لتحريك عجلة الدوري المحلي، الأخير الذي يعيش أزمة كبيرة على المستوى التسويقي، منذ أزيد من سنة.

أزمة زادت حدتها، خلال الأشهر الماضية، بسبب وباء "كوفيد-19" الذي اجتاح العالم، كما عطل النشاط الكروي، مما ترتب عنه انعكاسات وخيمة على الاقتصاد الرياضي، حيث أصبح التفكير اليوم لدى الفاعلين في القطاع، ينحصر على ضمان الاستمرار وتدبير الجائحة.

في ظل هذا المعطى، أصبح من السريالي الحديث عن لجوء المسؤولين عن قطاع كرة القدم الوطنية، إلى فاعلين اقتصاديين خواص، علما أن جامعة الكرة المحلية تعتمد في تمويلها بدرجة أقل على دعم الخواص، حيث أن التمويل الرئيسي يأتي من صندوق الإيداع والتدبير، المكتب الشريف للفوسفاط وبنك المغرب والشركة الوطنية للإذاعة والتلفزيون من خلال البث التلفزي، وبالتالي، فإن الجهاز الكروي الذي يعتبر مرفقا عموميا لم يتأثر في هذه الحلقة، حسب ما جاء على لسان منصف اليازغي، الباحث في السياسات الرياضية.

جدير بالذكر أن جامعة كرة القدم، تلجأ في نفس الآن، إلى البحث عن موارد خاصة، من أجل تغطية المصاريف الأخرى، المتمثلة في التحكيم والمناديب والتنظيم ومنح الأندية المتفوقة ودعم الأندية المشاركة في المسابقات الخارجية ودعم أندية الهواة وأندية الكرة النسوية، ومصاريف المنتخبات والإدارة التقنية، وهو ما انضافت إليها مصاريف استخدام تقنية الـ"VAR"، التي دخلت حيز التطبيق، بداية من الجولة 16 من البطولة الوطنية الاحترافية.

 الجزائر.. وأزمة هُوية سَحيقة

انحدر النظام الجزائري إلى حفرة عميقة من التاريخ للبحث عن هوية مفقودة، يبني بها شرعيته كنظام قتل 250 ألف جزائري في العشرية السوداء (2002-1991). وهو ذات النظام الذي يبحث، أيضا، ...

استطلاع رأي

من تُرشح ليكون أفضل لاعب مغاربي لسنة 2024؟

Loading...