بعد أن استقبل سعَيِّد زعيم البوليساريو وتسبب في أزمة مع الرباط.. الجيش التونسي يشارك في مناورات الأسد الإفريقي على الصحراء المغربية
في الوقت الذي لا زال فيه الفراغ الدبلوماسي هو سيد الموقف بين المغرب وتونس، عقب استدعاء البلدين لسفيريهما إثر استقبال الرئيس التونسي قيس سعيد لزعيم جبهة "البوليساريو" إبراهيم غالي، في غشت من العام الماضي، يشارك أفراد من الجيش التونسي في مناورات "الأسد الإفريقي 2023" التي تحتضنها عدة مناطق بالمملكة بما فيها منطقة المحبس الموجودة في الصحراء غير بعيد عن الحدود الجزائرية.
ووفق ما أعلنته القيادة العسكرية الأمريكية في إفريقيا، فإن الجنود التونسيين سيكونون من بين 18 جنسية تشارك في مناورات الأسد الإفريقي التي انطلقت على الأراضي المغربية يوم أمس الاثنين، بما مجموعه 8000 جندي منهم 4000 تابعون للجيش الأمريكي وباقي العناصر من المغرب وتونس والسنغال وغانا وبريطانيا وهولندا وكندا والبرازيل ودول أخرى تنتمي لحلف شمال الأطلسي.
وبعثت تونس جنودها للمشاركة في المناورات التي تُجرى على مدينتين من مدن جهات الصحراء، ويتعلق الأمر بطانطان والمحبس، إلى جانب محطات أخرى موزعة على مناطق أكادير والقنيطرة وتزنيت وابن جرير وتفنيت، وذلك خلال الفترة ما بين 5 و16 يونيو 2023، علما أن المناورات تعرف أيضا مشاركة 12 عنصرا من وحدة النخبة التابعة للواء غولاني حسب ما أعلنه الجيش الإسرائيلي.
وقال بيان للقوات الإسرائيلية إنه "خلال الأسبوعين المقبلين سيركز مقاتلو وحدة النخبة التابعة للواء غولاني على التدرب على تحديات القتال المختلفة التي تدمج بين قتال قوات المشاة في بيئة حضرية والقتال تحت الأرض الذي يتخصصون فيه، وسيختتمون التدريب بتمرين مشترك لجميع الجيوش"، ما يعني أن الجيش التونسي والإسرائيلي سيتشاركان في هذه التدريبات.
وفي 8 ماي الماضي قالت وزارة الدفاع الوطني التونسي إن أفرادا من القوات المسلحة التونسية وعناصر من الجيش الأمريكي يشاركون للمرة الثالثة على التوالي في التمرين العسكري المشترك "الأسد الإفريقي 2023"، علما أن تونس هي أيضا إحدى محطات مناورات الأسد الإفريقي، وخلال الفترة الماضية احتضنت بعض محطاته بمنطقة بن غيلوف وسواحل مدينة قابس.
وكان الرئيس التونسي قيس سعيد قد دعا زعيم جبهة "البوليساريو" الانفصالية للمشاركة في الدورة الثامنة من مؤتمر طوكيو الدولي للتنمية الأفريقية "تيكاد 8" على الرغم أنه لم يتوصل بدعوة لا من اليابان ولا من الاتحاد الإفريقي، واستقبله بشكل رسمي باعتباره "رئيسا للجمهورية الصحراوية" بمطار قرطاج الدولي، ما فجر أزمة غير مسبوقة بين بلاده والرباط.
وأعلن المغرب بعدها عدم المشاركة في المؤتمر، كما استدعى سفيره في تونس، حسن طارق، الذي لا زال موجودا بالمملكة إلى غاية اليوم، وأصدرت وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج بلاغا قالت فيه إنه "بعد أن ضاعفت تونس مؤخرا من المواقف والتصرفات السلبية تجاه المملكة المغربية ومصالحها العليا، جاء موقفها في إطار منتدى التعاون الياباني الإفريقي "تيكاد" ليؤكد بشكل صارخ هذا التوجه العدائي".
وورد في وثيقة الخارجية المغربية حينها أن "تونس قررت، ضدا على رأي اليابان، وفي انتهاك لعملية الإعداد والقواعد المعمول بها، بشكل أحادي الجانب، دعوة الكيان الانفصالي"، وأضافت أن الاستقبال الذي خصصه رئيس الدولة التونسية لزعيم الميليشيا الانفصالية "يعد عملا خطيرا وغير مسبوق، يسيء بشكل عميق إلى مشاعر الشعب المغربي، وقواه الحية".
من جهتها عبرت اليابان عن تنديدها ورفضها لمشاركة "البوليساريو" في القمة، وأكد الوفد الياباني في تصريح رسمي خلال أشغال المؤتمر أن "تيكاد هو منتدى للنقاش حول التنمية في إفريقيا" وأن "حضور أي كيان لا تعترف به اليابان كدولة ذات سيادة في اجتماعات مؤتمر تيكاد، بما في ذلك اجتماعات كبار المسؤولين واجتماع القمة، لا يؤثر على موقف اليابان بشأن وضع هذا الكيان".