بعد أن اعتمد في حملته الانتخابية على معاداة المغرب.. "فوكس" يفقد سبتة ومليلية ويتلقى هزيمة كبيرة في الكناري والأندلس
على الرغم من خطابه المعادي للمغرب، وخصوصا في المواقع الأكثر حساسية، تكبد حزب "فوكس" اليميني المتطرف هزيمة كبيرة في الانتخابات العامة الإسبانية السابقة لأوانها التي ظهرت نتائجها في الساعات الأولى من صباح اليوم الاثنين، فاقدا 19 مقعدا مقارنة بالانتخابات السابقة، وفقدَ معها آماله في الحصول على شرعية تمثيل سبتة ومليلية داخل مجلس النواب.
وحمل "فوكس" خطابا معاديا للمغرب طيلة السنوات الأربع الماضية، امتد إلى الحملة الانتخابية، ووصل إلى درجة الإساءة المتكررة للمؤسسة الملكية في المغرب وترديد عبارات عُنصرية ضد المواطنين المغاربة، مروجا شعاراتٍ مناوئة للمهاجرين، بالإضافة إلى لعب ورقة "تحكم" الرباط في رئيس الوزراء الحالي بيدرو سانشيز، وكذا "حصار" مدينتي سبتة ومليلية.
واختار سكان مدينتي سبتة ومليلية الخطاب الأكثر براغماتية المُتعهد بإيجاد حل سريع لقضية الحدود الجمارك التجارية مع المغرب، ليعطوا أصواتهم للحزب الشعبي، حيث حصد هذا الأخير المقعدين المخصصين للمدينتين المتمتعتين بحكم ذاتي، واللتان كان الخطاب الانتخابي الأكثر رواجا فيهما هو العلاقات مع الرباط على المستوى الاقتصادي وتدبير الهجرة غير النظامية.
وكان حزب "فوكس" بأمل في حصد أغلبية المقاعد في إقليم الكناري، مستخدما أيضا ملف الهجرة غير النظامية، إلى جانب ملف ترسيم الحدود البحرية التي مددها المغرب إلى سواحل الأقاليم الصحراوية، لكنه مُني بالخسارة هناك أيضا إذ في محافظة لاس بالماس حصل الحزب العمالي الاشتراكي والحزب الشعبي 3 مقاعد لكل منهما واكتفى "فوكس" بمقعد وحيد مقابل مقعد لائتلاف "سومار"، أما في محافظة سانتا كروز دي تينيريف فلم يحصل على أي مقعد، مقابل 3 لكل من الحزب الشعبي والحزب الاشتراكي ومقعد لتحالف كنارياس.
وفي محافظات إقليم الأندلس، وخصوصا الساحلية المجاورة للمغرب، حصد الحزب اليميني المتطرف أيضا هزائم جسيمة، ففي محافظة قادس التي تضم ميناء الجزيرة الخضراء الذي يعاني من منافسة ميناء طنجة المتوسطي، حصل "فوكس" على مقعد وحيد مقابل 4 للحزب الشعبي و3 للحزب الاشتراكي وواحد لـ"سومار"، أما في محافظة مالقا فحصل على مقعدين مقابل 5 للحزب الشعبي و3 للاشتراكيين و1 لـ"سومار".
وفي محافظة غرناطة، التي تضم عددا مهما من أفراد الجالية المغربية المقيمة في إسبانيا، حصل الحزب الشعبي على 3 مقاعد والحزب الاشتراكي على مقعدين و"سومار" على مقعد واحد، وهو ما حصل عليه أيضا "فوكس"، كما حصل على مقعد وحيد في محافظة ألميريا مقابل 3 للحزب الشعبي ومقعدين للاشتراكيين.
وخسر "فوكس" سباق الصدارة على العاصمة مدريد أيضا بحصوله على 5 مقاعد فقط من أصل 37، مقابل 16 للحزب الشعبي و11 للحزب العمالي الاشتراكي، بل إن تحالف "سومار" اليساري الراديكالي حديث التأسيس استطاع تجاوزه بحصوله على 6 مقاعد، ولم يتمكن الحزب اليميني المتطرف من انتزاع الصدارة في أي من المحافظات الإسبانية.
ويُعد حزب "فوكس" الخاسر الأكبر في هذه الانتخابات خلافا لتوقعاته الكبيرة خلال الحملة الانتخابية، إذ حصل على 33 مقعدا بعدما فقد 19 برلمانيا مقارنة بانتخابات 2019 التي كان فيها أبرز الصاعدين بحصوله على 52 مقعدا، وبذلك أفقد الحزب الشعبي أيضا، مُتصدر الاستحقاقات العامة بـ136 مقعدا، الأمل في تشكيل حكومة ائتلافية يمينية.