بعد أن خلفت عاصفة "دانا" دمارا كبيرا في فلنسيا.. إسبان يتهمون المغرب بتنفيذ "هجوم مناخي" ضد بلادهم
شهدت مدينة فالينسيا الإسبانية الليلة الماضية فيضانات مدمرة خلفت أكثر من 70 قتيل والعديد من المفقودين، كنتيجة لتداعية العاصفة "دانا" التي تشهدها العديد من مناطق العالم، وقد أدى ما حدث إلى ظهور العديد من الإشاعات على وسائل التواصل الاجتماعي وفي بعض المنصات الإعلامية في إسبانيا التي تروج لاتهامات غريبة بشأن أسباب الفيضانات.
وتداولت العديد من النشطاء الإسبان على مواقع التواصل الاجتماعي مزاعم تشير إلى أن المغرب قد نفذ "هجوما مناخيا" على إسبانيا باستخدام برنامج "هارب" (HAARP)، وهو مشروع بحثي أمريكي يعتقد البعض خطأً أنه قادر على التحكم في المناخ وتوجيهه، وتزعم هذه الإشاعات أن المغرب استخدم هذا البرنامج للتأثير على الطقس في إسبانيا، مما تسبب في الفيضانات الأخيرة.
إلا أن هذه الاتهامات قد تم تفنيدها من قبل خبراء إسبان، وفقا للموقع الرسمي لإذاعة "كادينا سير" الإسبانية، الذين أكدوا عدم صحة هذه الإشاعات، وذكر الخبراء أن برنامج "هارب" لا يمتلك القدرة على تعديل أو التحكم في المناخ، وأنه يستخدم لأغراض بحثية لدراسة الطبقات العليا من الغلاف الجوي.
ويعود أصل مشروع "هارب" إلى سنوات التسعينيات في الولايات المتحدة، حيث تم تطويره لدراسة الإشارات الراديوية وتأثيراتها في الغلاف الأيوني، وليس للتلاعب بالطقس، وفق ما يقول خبراء، وتظل الإشاعات حول إمكانية استخدامه كأداة للتحكم في المناخ دون أساس علمي، حسبهم.
وجاء ظهور هذه الإشاعات بعد تداول تقارير إعلامية إسبانية في وقت سابق تحذر من تأثيرات محتملة لعمليات الاستمطار الصناعي التي يقوم بها المغرب، على الرغم من غياب أي أدلة علمية تشير إلى أن هذه العمليات قد تؤثر بشكل مباشر على الطقس في إسبانيا.
وقد لجأ بعض مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي إلى الربط بين فيضانات فالينسيا وأنشطة الاستمطار الصناعي المغربية، مما زاد من انتشار نظرية "الهجوم المناخي"، فيما أشار آخرون إلى أن العاصفة "دانا" كانت قوية بما يكفي لتفسير الأضرار دون الحاجة إلى "نظرية المؤامرة".
ومن جانبه، دعا الإعلام الإسباني إلى توخي الحذر في تداول مثل هذه الادعاءات غير المؤكدة، مشددين على أهمية استقاء المعلومات من مصادر علمية موثوقة وعدم الانسياق وراء إشاعات قد تخلق توترات لا أساس لها.
وأشارت إذاعة "كادينا سير" إلى أن موجة الأخبار المزيفة المتزامنة مع الكوارث الطبيعية قد تساهم في بث القلق والخوف بين المواطنين، خاصةً في ظل عدم استنادها إلى أية حقائق علمية.
جدير بالذكر أن الملك محمد السادس، وفق ما أفاد به بلاغ لوزارة الداخلية، أعطى تعليماته من أجل تقديم المساعدة لإسبانيا على إثر الفيضانات فالينسيا، وقد أجرى بناء على ذلك وزير الداخلية عبد الوافي لفتيت اتصالا مع نظيره الإسباني، وأخبره أن المغرب على أتم الاستعداد لإرسال فرق إغاثة وتقديم كل المساعدة الضرورية لإسبانيا من أجل مواجهة هذه الكارثة الطبيعية.
كما جدد الوزير بحسب البلاغ، تقديم عبارات التعازي والتضامن للسلطات الإسبانية ولعائلات الضحايا.
تعليقات
بإمكانكم تغيير ترتيب الآراء حسب الاختيارات أسفله :