بعد إعلان وزارة الصحة استيراد اللقاح الروسي.. ما مصير 66 مليون جرعة التي دفع المغرب ثمنها؟
عاد وزير الصحة، خالد آيت الطالب، إلى عادته القديمة في التعامل مع المشاكل والأزمات المتعلقة بفيروس كورونا، حيث فضل مرة أخرى، كشف بعض المعطيات المتعلقة بتأخر الشحنات الجديدة من اللقاح لمنبر إعلامي أجنبي، في الوقت الذي يتفادى فيه الإجابة على مجموعة من الأسئلة الملحة التي يجري طرحها داخليا بخصوص مصير عشرات الملايين من الجرعات التي يفترض أن المغرب دفع ثمنها بالفعل.
وتحدث آيت الطالب إلى وكالة الأنباء الإسبانية "إيفي" مؤكدا أن المغرب سيحصل على مليوني جرعة من لقاح "سبوتنيك في" الروسي، إذ ينتظر أن يتوصل بالشحنة الأولى المكونة من مليون جرعة في شهر مارس الجاري على أن تصل الشحنة الثانية المكونة من العدد نفسه من الجرعات في أبريل، لكنه نبه أيضا إلى أن "المواعيد الدقيقة ستعتمد على التزامات روسيا بالتعاقدات مع الدول الأخرى"، ما يعني أن المشكلة الحاصلة حاليا مع لقاحي "أسترازينيكا" البريطاني المُصَنع في الهند و"سينوفارم" الصيني مرشحة للتكرار.
ورغم أن هذا الاتفاق، إذا ما جرى الالتزام بمواعيده المعلنة من طرف وزير الصحة، قد يعيد بعض التوازن لحملة التلقيح الوطنية التي بدأت تفقد زخمها بسبب تأخر الشحنة الجديدة من لقاحات "أسترازينيكا" والوتيرة المنخفضة لوصول شحنات تطعيمات "سينوفارم"، إلا أنه في المقابل يطرح علامات استفهام حول مصير 66 مليون جرعة التي أعلنت وزارة الصحة اقتناءها يوم 27 يناير الماضي، والتي لم يصل منها إلا 8 ملايين ونصف المليون جرعة.
وكانت الوزارة قد أعلنت تغطية حاجة كل المغاربة من اللقاحات عبر اقتناء الجرعات الكافية لتلقيح 33 مليون شخة بجرعتين، لكن لم يصل إلى المملكة سوى مليون ونصف المليون جرعة من تطعيمات "سينوفارم" مقابل 7 ملايين جرعة من "أسترازينيكا"، وحاولت "الصحيفة" مرارا اليوم السبت الاتصال بوزير الصحة لاستفساره عن مصير الكميات الأخرى التي جرى اقتناؤها في ظل الاتفاق الجديدة مع مُصنعي اللقاح الروسي والاتفاق المنتظر حول استيراد لقاح "جونسون أند جونسون" الأمريكي، لكنها لم تتلق أي إجابة.
وكان المغرب قد أطلق الحملة الوطنية للتلقيح يوم 28 يناير الماضي بعد تلقي الملك محمد السادس أول جرعة لقاح بعد أيام قليلة من وصول أولى شحنات التطعيمات، وذهبت العملية بوتيرة مرتفعة مكنت إلى غاية يوم أمس الجمعة من تطعيم 4 ملايين و170 ألف شخص ما بين الذين حصلوا على جرعة واحدة وجرعتين، غير أن تأخر وصول الشحنات الجديدة دفع المغرب للترخيص للقاحين الروسي والأمريكي تمهيدا لاعتمادهم في الحملة.