بعد اشتداد التوتر بين إسرائيل و"حزب الله".. مصادر من سفارة المملكة في بيروت تؤكد للصحيفة أن إجلاء المغاربة من لبنان سيكون في "الوقت المناسب"
حالة من التوتر تسود المناطق الحدودية بين لبنان والأراضي الفلسطينية، بسبب استمرار إطلاق النار المتبادل والمتصاعد بين حزب الله اللبناني من جهة والجيش الإسرائيلي من الجهة الثانية، وذلك وسط تزايد وتيرة مخاوف اللبنانيين والأجانب من تطور الأمر إلى حرب جديدة، بدأت بوادرها تظهر في الأفق، دون أن تكون نية للسفارة المغربية في لبنان بإجلاء مواطنيها على غرار عدد من الدول.
وأعلنت سلطة الطوارئ الإسرائيلية، صبيحة اليوم الجمعة، تفعيل خطة لإخلاء ببلدة كريات شمونة في شمال إسرائيل الجمعة، بعد أيام من مواجهات مع مقاتلي حزب الله على الحدود مع لبنان.
وأورد الجيش الإسرائيلي في بيان "أبلغت قيادة الجبهة الداخلية رئيس البلدية عن القرار قبل قليل"، موضحا أن "السلطة المحلية ووزارة السياحة وسلطة الطوارئ الوطنية التابعة لوزارة الدفاع" ستتولى إدارة خطة إجلاء سكان البلدة البالغ عددهم نحو 25 ألف نسمة إلى "بيوت ضيافة بتمويل من الدولة".
ومنذ أيام، عاد التوتر للمنطقة الحدودية مع لبنان حيث يجري تبادل يومي لإطلاق النار بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله اللبناني حليف حماس، منذ الهجوم المباغث وغير المسبوق الذي شنته الحركة في السابع من أكتوبر وذهب ضحيتها 1400 شخص، بحسب السلطات، قبل أن ترد إسرائيل بدورها بقصف على قطاع غزة أدى إلى مقتل أكثر من 3700 فلسطيني غالبيتهم مدنيون، بحسب أرقام وزارة الصحة في القطاع الذي تديره حماس.
وقال الجيش الإسرائيلي إن قواته تواصل ضرب أهداف لحزب الله وسط تصاعد التوتر على الحدود، معلنا في ساعة مبكرة الجمعة أن "جيش الدفاع استهدف عدة مواقع لحزب الله من بينها نقاط مراقبة، إضافة إلى ذلك، استهدفت مقاتلات جيش الدفاع ثلاثة إرهابيين حاولوا إطلاق صواريخ مضادة للدبابات باتجاه إسرائيل"، وفق الجيش.
وأخلت إسرائيل قرى على الحدود الشمالية، في وقت دفعت بجنود الاحتياط وأرتال الدبابات والمدرعات إلى المنطقة، فيما دعت العديد من الدول مواطنيها إلى مغادرة لبنان أو عدم السفر إليه، وفي مقدمتهم البحرين وأستراليا، وكانت سبقتها الكويت والسعودية وفرنسا وأميركا وبريطانيا ودول أخرى.
من جهتهم، كشف عدد من المغاربة المقيمين في لبنان في حديثهم لـ "الصحيفة"، عن حجم التوتر والترقب الذي يسود لبنان منذ أيام، مؤكدين تزايد المخاوف من حدوث حرب جديدة، في وقت لا تزال الجراح النفسية لحرب 2006 لم تدمل بعد.
وأبدى مُعظم المغاربة، استعدادهم للعودة إلى المملكة سيما وأن البلد المُضيف الذي يستقبل الآلاف منهم سواء للعمل أو لأسباب عائلية أو سياحة، بات في قلب الصراع الاسرائيلي الفلسطيني كون التوتر الحاصل على الحدود مع إسرائيل ثد يجعل البلاد تحت التهديد المباشر بالقصف في أية لحظة.
وخلافا لسفارات الدول الغربية والعربية، التي دعت رعاياها إلى مغادرة لبنان فورا، تحسّبها لأي غارة إسرائيلية أو تطور الأوضاع في جنوب لبنان يؤدي إلى حرب شاملة، لم تتخذ السفارة المغربية في بيروت أو وزارة الخارجية حتى الآن أي خطوة بشأن المواطنين المغاربية بمن فيهم القاطنين في جنوب لبنان الذي يعتبر من بؤر التوتر والقصف منذ أيام.
وحاولت "الصحيفة"، التواصل مرارا مع سفير المملكة في لبنان بيد أنه لم يُجب على مكالماتنا، في وقت أكدت مصادر متطابقة في السفارة فضّلت عدم الكشف عن هويتها لأسباب مهنية، أنه لا يوجد حتى الآن أي مؤشر أو إجراء يذهب في اتجاه إجلاء رعايا المملكة من البلد.
وأوضحت المصادر ذاتها، في تصريح لـ "الصحيفة"، أن سفارة المغرب في بيروت تتابع عن كثب تطورات الأوضاع الجارية في منطقة جنوب لبنان وفي البلد ككل مع السلطات اللبنانية، وستتدخل لإجلاء رعاياها في حالة تبيّن وجود أي خطر على حياتهم.
ويعود أصل المخاوف، للحرب المدمرة التي خاضها حزب الله واسرائيل صيف 2006، وخلفت أكثر من 1200 قتيل في الجانب اللبناني معظمهم من المدنيين، و160 قتيلا في الجانب الإسرائيلي معظمهم من العسكريين، كما تسببت الحرب التي استمرت 34 يوما بنزوح نحو مليون لبناني من بلداتهم.