بعد برقية الملك محمد السادس إلى العاهل الإسباني.. المغرب "غاضب" على حكومة سانشيز وليس على إسبانيا

 بعد برقية الملك محمد السادس إلى العاهل الإسباني.. المغرب "غاضب" على حكومة سانشيز وليس على إسبانيا
الصحيفة من الرباط
السبت 12 فبراير 2022 - 9:00

أكد الملك محمد السادس، عبر برقيته التي بعثها الخميس الماضي للعاهل الإسباني الملك فيليبي السادس، لإبراز تعاطفه معه بعد إصابته بفيروس كورونا، أن المغرب لا يعتبر الأزمة الدبلوماسية القائمة حاليا بين البلدين دافعا للقطيعة بين العائلتين الملكيتين اللتان ظلتا تحافظان، طيلة العقود الماضية، على روابط قوية حتى خلال اللحظات العصيبة بين الرباط ومدريد، لكنه في الوقت نفسه يؤكد مرة أخرى أن مشكلة المغرب قائمة مع السلطة التنفيذية، المتمثلة في حكومة بيدرو سانشيز الاشتراكية.

وبعث الملك محمد السادس برقية للعاهل الإسباني جاء فيها "لقد علمت ببالغ التأثر والانشغال بنبأ إصابتكم بفيروس كوفيد 19، وإنني إذ أعرب لجلالتكم عن كامل تعاطفي معكم، وأرجو لكم الشفاء العاجل واستعادتكم لكامل صحتكم وعافيتكم"، لكن اللافت أكثر للانتباه كان هو اختيار عبارات ذات حمولة خاصة وذات مدلول شخصي، إذ قال الملك "وتفضلوا صاحب الجلالة وصديقي الكبير، بقبول أطيب تحياتي، مشفوعة بأسمى عبارات مودتي وتقديري".

وتأتي هذه الخطوة بعد أسابيع من حديث الملك الإسباني عن رغبته في عودة العلاقات الدبلوماسية بين المغرب وإسبانيا إلى طبيعتها، حيث قال، يوم 17 يناير الماضي خلال استقباله أعضاء السلك الديبلوماسي المعتمد في مدريد، وفي غياب السفيرة المغربية كريمة بنيعيش التي استدعتها خارجيته الرباط منذ ماي الماضي، إنه يرغب في أن يسير البلدان جنبا إلى جنب من أجل الشروع في علاقات جديدة، مشددا على ضرورة بناء "علاقات القرن الحادي والعشرين".

وحينها، أبدت الحكومة الإسبانية، وخاصة عبر رئيس الوزراء بيدرو سانشيز ووزير الخارجية خوسي مانويل ألباريس، تفاؤلا بخصوص إمكانية انتهاء القطيعة المستمرة بين الرباط ومدريد منذ أبريل الماضي، غير أن الرد جاءها من رئيس الحكومة المغربي عزيز أخنوش، الذي أورد أن المغرب يبني علاقاته مع باقي الدول على "الوفاء والطموح"، وأضاف "الوفاء يجب أن يكون أيضا في قضية الصحراء، الدول التي فهمت هذا الأمر تقوم وزارة الخارجية بتسريع العلاقات معها، ومن لم يفهم هذا بعدُ فسيأخذ وقته كي يفهمه في المستقبل".

وبشكل بدا فيه المغرب وكأنه يبعث رسائل مباشر لحكومة سانشيز مفادها أن إدخال العاهل الإسباني على الحط لا يعني دفع الرباط لتليين موقفها، قال مصطفى بايتاس، الوزير المنتدب المكلف بالعلاقة مع البرلمان والناطق الرسمي باسم الحكومي، متفاعلا لأول مرة مع الأزمة الديبلوماسية، إن "الإطار المرجعي للعلاقات الخارجية للمغرب مع عدة دول حدده الملك محمد السادس ويرتكز على مبدأين أساسيين هما الطموح والوضوح، معلقا "الطموح موجود، وإسبانيا عبرت عنه، لكن كي يتعزز هذا الطموح نحتاج لكثير من الوضوح".

وخلال هذه الفترة، تفادى المغرب توجيه الكلام مباشرة إلى العاهل الإسباني، كما أن الملك محمد السادس راسله يوم 30 يناير الماضي لتهنئته بعيد ميلاده في برقية وجه فيها عبارات المودة للأسرة الملكية الإسبانية، مشددا على العلاقات الشخصية التي تربط الطرفين، إذ جاء فيها " أجدد اعتزازي بأواصر الصداقة الوطيدة التي تربطنا شخصيا وعائلتينا الملكيتين"، دون أي حديث عن وجود أزمة دبلوماسية بين الرباط مدريد على الرغم من كونها وصلت شهرها العاشر.

 الجزائر.. وأزمة هُوية سَحيقة

انحدر النظام الجزائري إلى حفرة عميقة من التاريخ للبحث عن هوية مفقودة، يبني بها شرعيته كنظام قتل 250 ألف جزائري في العشرية السوداء (2002-1991). وهو ذات النظام الذي يبحث، أيضا، ...

استطلاع رأي

من تُرشح ليكون أفضل لاعب مغاربي لسنة 2024؟

Loading...