بعد تهديدات البوليساريو.. سيدريك بريت لـ"الصحيفة": سباق "Africa Eco Race" سيعبر الصحراء ولدينا ثقة في حماية السلطات المغربية

تستعد الدول الخمسة، فرنسا وإسبانيا والمغرب وموريتانيا والسنغال، لتنظيم الدورة السادسة عشرة للسباق الدولي "Africa Eco Race" بين الفترة الممتدة من 28 دجنبر الجاري إلى غاية 12 يناير 2025، بمشاركة 150 متسابق من مختلف بلدان العالم، كلهم سيعبرون الصحراء المغربية عبر معبر الكركرات، وهو الأمر الذي أثار غضب جبهة البوليساريو الانفصالية.

وجددت البوليساريو تهديدها للمشاركين في هذا السباق، على غرار ما كانت تفعله في السنوات الماضية، حيث نشرت في الأيام الأخيرة عبر موقعها الرسمي، بلاغا موجها للمشاركين في هذا السباق، تدعهوم إلى عدم المشاركة بمبرر أن منطقة الصحراء هي "في حالة حرب مفتوحة" مع المغرب.

وفي تصريح لـ"الصحيفة"، قال سيدريك بريت، المسؤول الإعلامي والمنظم لسباق "رالي إفريقيا إيكو"، بأن اللجنة المنظمة على علم بالموقف الذي تتبناه جبهة البوليساريو بشأن هذا السباق، مُعربا عن أسفه لهذا الموقف، على اعتبار أن هذا السباق "هو حدث رياضي، ولا نتدخل في السياسة".

وأضاف بريت في ذات التصريح، "نحن نعمل عن كثب مع السلطات المغربية، الشريك الأساسي في رالي إفريقيا إيكو، وقد تم تنفيذ تدابير أمنية خاصة ومتقدمة لضمان نجاح الحدث وسلامة جميع المشاركين طوال المسار، خاصة أثناء عبور الصحراء المغربية".

وأعرب المسؤول الإعلامي الناطق الرسمي باسم هذا السباق الدولي عن ثقته الكاملة في "التدابير والدعم الذي تقدمه السلطات المغربية"، مضيفا أن "هذه تدابير سرية لكنها فعالة للغاية، ولن نفصل فيها لأسباب أمنية، حيث يتم بذل كل شيء لضمان نجاح الرياضة والشغف والمغامرة، ضمن حدث يسلط الضوء على الأراضي الرائعة التي يمر بها وكذلك الناس الذين يعيشون هناك".

وأشاد سيدريك بريت بما وصفه بـ"العمل الممتاز" الذي تقوم به السلطات المغربية منذ سنوات، حيث سارت الأمور بسلاسة منذ انطلاق هذا السباق في سنة 2008، مشددا على أن "الرياضة يجب أن تظل محايدة أمام التحديات الجيوسياسية التي تؤثر على العالم، وقد تم إنشاء رالي إفريقيا إيكو  من أجل عشاق القارة الأفريقية، الذين يتوقون للقاء السكان الذين يعيشون في المناطق التي يمر بها الرالي".

جدير بالذكر أن جبعة البوليساريو كانت قد أصدرت العام الماضي تهديدا باستهداف المشاركين في هذا السباق الدولي، دون أن يحدث أي شيء في ظل الحماية التي توفرها القوات المغربية للمشاركين  خلال عبورهم لمنطقة الصحراء المغربية إلى غاية الحدود الموريتانية.

واعتبر الكثير من المهتمين بقضية الصحراء، أن تنظيم مثل هذا السباق الدولي الذي يستقطب أنظار العالم والصحافة الدولية، لا يخدم "البروباغندا" الإعلامية التي تشنها البوليساريو في السنوات الأخيرة، في محاولة لجذب أنظار العالم إلى ما تصفه بـ"الحرب في الصحراء".

وكانت الجبهة الانفصالية قد أطلقت خلال العامين الماضيين تهديدات بالقيام بأعمال عسكرية لإيقاف تنظيم السباق المذكور، إلا أنه لم تقم بأي شيء ومر السباق في أجواء عادية، وقد عبر المشاركون معبر الكركرات تحت الحماية الامنية المغربية دون تسجيل أي استهداف من طرف البوليساريو.

ويتوقع المهتمون بقضية الصحراء، أن فعاليات سباق هذه السنة سيمر بشكل عادي، وهو ما يؤكد أن المنطقة الصحراوية المغربية تعيش في عمومها أجواء طبيعية بدون أي مؤشرات عن وجود حرب، وما تتحدث عنه البوليساريو هو مجرد بعض المواجهات التي تقع خلف الجدار الأمني في الصحراء في مسافة بعيدة جدا عن الطريق التي يتم تنظيم فيه السباق الدولي.

وتجدر الإشارة إلى أنه قبل أواخر سنة 2020، أي قبل أن يفرض المغرب سيطرته الكاملة على معبر الكركرات، كان موالون للجبهة الانفصالية يقومون بأعمال ابتزازية ضد المشاركين في هذا السباق الدولي، لكن انتهت كل تلك الأعمال بعد العملية العسكرية التي قامت بها القوات المغرب في نونبر 2020.