بعد الحديث عن خروجه من قطر.. الغموض يلف مستقبل المكتب السياسي لـ"حـ،ماس" ويعيد شعارات الجزائر إلى الواجهة

 بعد الحديث عن خروجه من قطر.. الغموض يلف مستقبل المكتب السياسي لـ"حـ،ماس" ويعيد شعارات الجزائر إلى الواجهة
الصحيفة من الرباط
الثلاثاء 19 نونبر 2024 - 22:47

أثار الحديث عن رفض قطر استمرار استضافة المكتب السياسي لحركة "حماس" تساؤلات عديدة حول الجهة التي قد تستقبل المكتب في المرحلة المقبلة، لا سيما في ظل تعقيدات المواقف الإقليمية والدولية، ولا سيما بعد فشل الوساطة بين الحركة وإسرائيل، ورفض تركيا استقبال المكتب السياسي للحركة على أراضيها.

وذكرت تقارير إعلامية، أن الدوحة أبلغت قيادة "حماس" بضرورة البحث عن مقر جديد للمكتب السياسي بعد أن استنفدت كل الجهود لاحتواء التوترات الناتجة عن الدور الذي تلعبه الحركة في القضايا الإقليمية. كما أن الموقف التركي، الذي كان خيارا مطروحا، أصبح مستبعدا بسبب حسابات داخلية وخارجية خاصة بأنقرة.

وفي خضم هذه التطورات، عادت الجزائر إلى الواجهة، خاصة أن شعاراتها التقليدية طالما ارتكزت على دعم القضية الفلسطينية وانتقاد إسرائيل، مما أثار تساؤلات حول إمكانية استقبال الجزائر للمكتب السياسي لحركة حماس، في ظل عدم وجود تصريحات رسمية جزائرية بهذا الخصوص.

الصحافي الفلسطيني عبد الباري عطوان أشار في إحدى خرجاته الإعلامية الأخيرة إلى أن الجزائر مستعدة لاستقبال "حماس" بناء على مواقفها السياسية وشعاراتها المعلنة في دعم القضية الفلسطينية. غير أن "الصمت الجزائري" إزاء هذا الملف الحساس، يشير إلى وجود تردد جزائري في الاقدام على خُطوة قد تُحسب ضدها من طرف عدد من البلدان الغربية.

وما يزيد من تعقيدات الوضع بالنسبة للجزائر، هو أن الحكومة الأمريكية المقبلة بقيادة ترامب ترفض بشكل قاطع أي تعامل مع حركة "حماس"، وهو السبب الرئيسي الذي يقف وراء رفض تركيا استقبال قادة الحركة، وفق ما أشار إليه تقرير لصحيفة "العرب" اللندنية في عددها ليوم الثلاثاء.

وترغب الجزائر في هذا السياق أن تتفادى أي خطوة قد تفتح الباب أمام صدام مع البيت الأبيض، ولا سيما أن هناك في الأصل مخاوف في الجزائر من السياسة الخارجية الأمريكية المقبلة، خاصة إذا تولى السياسي الأمريكي ماركو روبيو منصب وزير الخارجية الذي رشحه إليه دونالد ترامب، وهو -روبيو- معروف بمواقف مضادة للجزائر في عدد من القضايا، خاصة قضية التحالف الاستراتيجي الذي يربطها بروسيا.

وبالرغم من التعقيدات التي ترتبط باستقبال قادة حركة "حماس" من طرف جل الدول، إلا أنه يُتوقع أن تواجه الجزائر انتقادات حادة في حالة استمر "صمتها السلبي" وفق وصف الكثيرين، خاصة أنها كانت دائما تردد بأنها على استعداد لدعم المقاومة الفلسطينية، وقد صرح بعض السياسيين الجزائريين في أوقات سابقة أنه في حالة لو كان رئيس المكتب السياسي السابق لـ"حماس"، إسماعيل هنية في الجزائر، ما كان تعرض للاغتيال الذي تعرض له في إيران.

وتجدر الإشارة إلى أن الجزائر سبق أن واجهت انتقادات بكونها تستغل القضية الفلسطينية لأهداف سياسية خاصة بها، في حين لا يُمكنها أن تذهب أبعد من إطلاق الشعارات والتصريحات التي لا تأثير لها على الفلسطنيين.

تعليقات
جاري تحميل التعليقات

 الجزائر.. وأزمة هُوية سَحيقة

انحدر النظام الجزائري إلى حفرة عميقة من التاريخ للبحث عن هوية مفقودة، يبني بها شرعيته كنظام قتل 250 ألف جزائري في العشرية السوداء (2002-1991). وهو ذات النظام الذي يبحث، أيضا، ...

استطلاع رأي

من تُرشح ليكون أفضل لاعب مغاربي لسنة 2024؟

Loading...