بعد شهرين من "زلزال الحوز" ورفض الجمارك المغربية قبول مساعدات من الخارج.. جمعيات إسبانية توزع الإعانات التي جمعتها على مواطنين معوزين من الإسبان
حُدّد أخيرا مصير أكثر من 25 طنّا من الإعانات الإنسانية، التي تبرع بها المجتمع المدني وساكنة الجنوب الإسباني، لصالح ضحايا الزلزال المدمّر الذي ضرب منطقة الحوز شتنبر الماضي، وبقيت في حالة "بلوكاج" على الرغم من مُضي شهرين على الكارثة.
وتحفظت مصالح الجمارك، على تمكين المجتمع المدني ومتطوعي الاستجابة السريعة الإسبانية، من التراخيص اللازمة لإدخال أكثر من 25 طنّا من المساعدات الإنسانية، التي تم جمعها بالفعل في 120 نقطة في جميع أنحاء مقاطعة مالقا، منذ منتصف شهر شتنبر الماضي، وتحتوي أساسا على بطانيات وملابس دافئة وخيام وأحذية ومواد طبية وأدوية، دونما إيضاح أو إفصاح عن الأسباب، ليتم إرجاعها إلى الجمعيات المعنية بالأسر المعوزة في الجارة الشمالية نهاية الأسبوع الماضي.
وكانت "الصحيفة" قد وجّهت مراسلات رسمية إلى مصالح إدارة الجمارك والضرائب غير المباشرة، لاستفسارهم حول حقيقة الأمر، وحول ما إذا كان يوجد قرار رسمي يمنع إدخال الملابس المستعملة إلى المغرب خصوصا وأن المجتمع المدني الإسباني أبدى تخوُّفا من توجيه هذه الإعانات الإنسانية للمتاجرة فيها في السوق السوداء واتهم مصالح الجمارك بمُطالبتهم بتركها، غير أن الأخيرة إدارة الجمارك والضرائب غير المباشرة رفضت التعليق على الموضوع، قبل أن تأتي المعلومة من السلطات الإسبانية في مليلية، والتي أكدت رسميا أن المغرب رفض التوصل بهذه الإعانات برّا.
وجاء هذا الإعلان المستجد، على لسان رئيس حزب "سوموس" مليلية السياسي أمين عزماني، الذي أكد صبيحة اليوم أنهم بدأوا هذا الأسبوع بإعادة توزيع التبرعات والإعانات التي سبق وجمعوها لصالح ضحايا الزلزال العنيف الذي ضرب المغرب في شتنبر الماضي، والتي ترفض المملكة المغربية السماح بعبورها عبر الحدود البرية.
وأوضح عزماني، عضو مجلس مليلية، أن اتخاذهم لهذا القرار الآن أي بعد مُضي شهرين، جاء بعدما فقدوا الأمل في إيصال المعونات للمتضررين في الزلزال "نظرا لرفض المغرب المستمر تسهيل نفاذ هذه المساعدات عبر المركز الحدودي" وفق تصريح نقلته عنه صحيفة "لافانكوارديا" الإسبانية.
من جهة ثانية، أشار المتحدث، إلى أن التبرعات المالية التي تم جمعها في هذه الحملة التي انطلقت منذ شتنبر الماضي، والتي تزيد عن 2000 أورو، سيتم تسليمها إلى جهة موثوقة تعمل في المغرب مع الأطفال الأيتام ضحايا الزلزال المدمر.
وكان عمدة مالقا، قد نوّه في وقت سابق بالتنسيق المحكم لوزارة الخارجية الإسبانية وسفارة المغرب في إسبانيا، بيد أنه دعاهم إلى التدخل من أجل حصول المجتمع المدني الإسباني، على التراخيص اللازمة لتحل "المشكلة"، وذلك في وسط تعالي الأصوات المدنية المندّدة برفض السلطات المغربية المساعدات والإعانات من جهات خارجية.
وتم إنشاء نقطة مركزية، في مستودع مقدم من فاماديسا في عاصمة ملقا، حيث بدأت حملة جمع الإعانات الإنسانية، في 11 شتنبر، أي بعد يومين فقط من الزلزال المدمر، الذي شهدته المملكة، وقامت مجموعة الاستجابة السريعة الإسبانية بتنسيق العملية ككل، التي وضعت حوالي 112 نقطة تجميع منتشرة في عدة بلديات في مالقة، مثل بينالمادينا وماربيا وفوينخيرولا ورينكون دي لا فيكتوريا وأنتيكويرا وأرشيدونا وأرياتي وتوروكس.
وواجهت عدد من المنظمات الإسبانية غير الحكومية، مشاكل في إدخال المعونات الإنسانية إلى المغرب، سيّما الملابس وفق ما أكدته فرق الاستجابة الفورية التابعة لمنظمة ONGD في كوارث الأندلس، التي اشتكت ما وصفته بـ "المعاملة المهينة" التي تتعرض لها على حدود طنجة عند وصول المركبات والتمكن من تفريغ الملابس والمواد التي يتم التبرع بها للسكان.
وبحسب أعضاء المنظمة غير الحكومية، "فبعد العمل المنجز والإجراءات البيروقراطية التي تم تنفيذها للتمكن من تقديم المعونات الإنسانية، بتنسيق مع جمعية مغربية فقد تعرضوا للمعاملة المهينة".
وذكرت المنظمة، وفق ما نقلته تقارير إسبانية، أن السلطات المغربية رفضت أزيد من 2000 كيلوغرام موزعة بين ملابس وخيام كانت بمثابة إيواء للعائلات المتضررة بعد أكثر من سبع ساعات من الانتظار بطنجة.