بعد صدمة ترامب.. "سيدياو" توجه صفعة أخرى للجزائر بتبني مشروع أنبوب الغاز المغربي النيجيري
قبل أن تستوعب الجزائر صدمة قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمس الخميس إصدار مرسوم رئاسي فوري الأثر يعترف السيادة المغربية الكاملة على أقاليم الصحراء، مع إعلان افتتاح قنصلية لواشنطن بمدينة الداخلة، تلقت صفعة أخرى قادمة من واغادوغو هذه المرة، بإقرار توحيد مشروع الربط الطاقي لدول غرب إفريقيا بمشروع أنبوب الغاز المغربي النيجيري المشترك الممتد من نيجيريا إلى أوروبا.
ووافقت لجنة الطاقة والمعادن في المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا المجتمعة بعاصمة بوركينا فاسو، رسميا، على الدراسات المتعلقة بربط مشروع أنبوب الغاز لدول غرب القارة بالأنبوب المغربي النيجيري، معطية موافقتها على بداية أشغال الورش الموحد الذي سيضمن مع انتهائه الأمن الطاقي لـ15 بلدا إفريقيا، كما أنه يطلق رصاصة الرحمة على المشروع الذي اقترحته الجزائر على نيجيريا.
وتكسب هذه الخطوة أهميتها من كون نيجيريا إحدى دول المجموعة الاقتصادية لغرب إفريقيا "سيدياو"، أي أنها أعطت ضمنيا موافقتها على المشروع الذي يربطها بالمغرب وتحللت من أي مشروع يربطها بالجزائر، وهو الأمر الذي يكبد الدبلوماسية الجزائرية هزيمة جديدة كون أن وزير الخارجية صبري بوقادوم زار "أبوجا" قبل 3 أسابيع فقط والتقى بنظيره النيجيري جيفري أونياما في محاولة لإقناعه بإحياء مشروع أنبوب الغاز الذي كان يفترض أن يجمع البلدين.
وحاول بوقادوم استباق مخرجات اجتماع لجنة الطاقة والمعادن لدول "سيدياو"، بطرح إحياء المشروع الذي تعود فكرته إلى الثمانينات والذي جرى الاتفاق عليه رسميا في 2002 قبل أن يدخل مرحلة الموت السريري، لكن هذه الخطوة لم تفلح في إقناع نيجيريا بإقبار الاتفاق الذي جرى توقيع بتاريخ 10 يونيو 2018 في الرباط أمام الملك محمد السادس والرئيس النيجيري محمدو بخاري.
واكتسب المشروع المغربي النيجيري قوته من كونه سيمر على 15 بلدا هي نيجيريا والبنين والطوغو وغانا والكوت ديفوار وليبيريا وسيراليون وبوركينا فاسو ومالي وغينيا كوناكري وغينيا بيساو وغامبيا والسينغال وموريتانيا والمغرب، هذا الأخير الذي سيمر الأنبوب من أقاليمه الصحراوية قبل أن يصل إلى أوروبا، في الوقت الذي كانت فيه الجزائر تعرض مشروعا ينطلق من نيجيريا ويصل إلى أراضيها مرورا عبر أراضي دولة النيجر فقط.
وبالإضافة إلى ذلك، لعب خط المرور الآمن الذي يقترح المشروع المغربي النيجيري دورا كبيرا في حسم الأمور لصالحه، حيث سيكون الأنبوب البالغ طوله 5660 كيلومترا والذي سينقل سنويا 40 مليار متر مكعب من الغاز، بعيدا عن محور تهديدات الجماعات المسلحة المتطرفة وتحديدا تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي التي يقودها الجزائري مبارك يزيد الملقب بـ"أبي عبيدة العنابي".