بعد عودة العلاقات مع الإمارات والسعودية.. سوريا تعلن إعادة فتح سفارتها في تونس بعد قرار قيس سعيّد "تطبيع" العلاقات مع نظام الأسد
سيؤدي وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، زيارة إلى الجزائر وتونس في الأيام القادمة، حيث من المنتظر أن يتم خلال زيارته إلى تونس تحديد إسم السفير الذي ستعتمده دمشق في تونس بعد "تطبيع العلاقات" بين البلدين.
وقد أعلنت وزارتا خارجية تونس وسوريا، في بيان مشترك، أمس الأربعاء، تبادل فتح السفارات وتعيين السفراء بين الطرفين. وجاء في نص البيان، أنه تجاوبا مع مبادرة رئيس الجمهورية قيس سعيد بتعيين سفير لتونس لدى الجمهورية العربية السورية، أعلنت السلطات السورية عن موافقتها الفورية على هذا التعيين، وقررت إعادة فتح السفارة السورية بتونس، وتعيين سفير على رأسها في الفترة القليلة القادمة.
وأكد البيان على أنه "حرصا من الجانبين على إعادة العلاقات التونسية السورية إلى مسارها الطبيعي، يتواصل التشاور والتنسيق بين وزيري الخارجية في البلدين تكريسا لروابط الأخوة العريقة التي تجمع تونس بسوريا، وإعلاءً لقيم التضامن والتآزر بينهما، ولما فيه خير ومصلحة شعبيهما الشقيقين".
ومنذ أيام، كلفت وزارة الخارجية التونسية محمد المهذبي بمهام سفير البلاد في سوريا، وتم إرسال أوراق اعتماده.
وفي الرابع من مارس المنصرم، جدد البلدان خلال اتصال هاتفي بين وزير الخارجية التونسي ونظيره السوري فيصل المقداد، رغبتهما في عودة العلاقات الثنائية إلى مسارها الطبيعي عبر ترفيع مستوى التمثيل الدبلوماسي وتبادل زيارات مسؤولي البلدين.
وكان الرئيس التونسي قيس سعيد، قد أمر في الثالث من أبريل الجاري، بتعيين سفير لتونس لدى سوريا في دمشق، خلال لقائه بوزير الشؤون الخارجية التونسي نبيل عمار، وذلك بعد تصريحات أكد خلالها عودة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، واعتبر هذا الموقف حينها أحدث مؤشر إيجابي على أنّ عودة العلاقات الدبلوماسية مع سوريا باتت قريبة، بعد انقطاع العلاقات بين البلدين لأكثر من 10 سنوات.
وفي التاسع من فبراير الماضي، أعلنت الرئاسة التونسية في بيان، أن الرئيس سعيد قرر رفع مستوى التمثيل الدبلوماسي لبلاده مع سوريا، معتبرا أن قضية النظام السوري شأن داخلي يهم السوريين بمفردهم، وأن تونس تتعامل مع الدولة السورية ولا دخل لها إطلاقا في اختيارات الشعب السوري.
هذا، وقد سبق أن وجه الرئيس التونسي رسالة إلى الرئيس السوري بشار الأسد مع وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، إثر لقاء جمعهما في يوليوز 2022 على هامش زيارتهما للجزائر للمشاركة في احتفالات الذكرى الستين لعيد الاستقلال، وقالت وزارة الخارجية السورية في بيان، حينها، إنّ سعيّد طلب من المقداد نقل تحياته إلى الأسد، قائلاً إنّ "الإنجازات" التي حققها النظام السوري وكذلك الخطوات التي حققها الشعب التونسي ضد ما وصفها بـ"قوى الظلام والتخلف"، تتكامل مع بعضها لتحقيق الأهداف المشتركة للشعبين في سورية وتونس.
ويتزامن القرار التونسي بتعيين سفير لدى سوريا، مع مساعي بعض الدول العربية لإعادة العلاقات مع دمشق. وكانت الإمارات أول دولة عربية تعيد تطبيع علاقاتها الدبلوماسية مع النظام السوري حيث فتحت سفارتها في دمشق عام 2018، بعد إغلاق استمر سبع سنوات، وكان آخرها السعودية التي كشفت خارجيتها عن بدء مباحثات مع وزارة الخارجية السورية بشأن استئناف تقديم الخدمات القنصلية في البلدين.
وفي مارس 2022، التقى بشار الأسد بولي عهد أبوظبي محمد بن زايد آل نهيان، ورئيس مجلس الوزراء، محمد بن راشد آل مكتوم، في زيارة هي الأولى للأسد يقوم بها لدولة عربية منذ عام 2011.
يذكر أن تونس قطعت العلاقات الدبلوماسية مع سوريا منذ عام 2012، وهي من بين الدول الـ 18، التي وافقت على تعليق نشاط سوريا في جامعة الدول العربية في نوفمبر 2011، احتجاجا احتجاجًا على قمع نظام بشار الأسد الاحتجاجات الشعبية المناهضة له.
وفي فبراير 2012، أعلن الرئيس التونسي الأسبق المنصف المرزوقي، في بيان، طرد السفير السوري آنذاك، وسحب أي اعتراف بنظام بشار الأسد، وبعد ذلك، أعادت تونس بعثة دبلوماسية محدودة عام 2017، وفي نهاية 2018 تم استئناف حركة الطيران بين البلدين.