بعد "فاجعة المعمل" واحتراق مخزن للنسيج بطنجة.. عودة مطلب استكمال مشروع منطقة "عين الدالية" للواجهة
شهدت مدينة طنجة اليوم الأحد، نشوب حريق في مخزن مخصص لتخزين أثواب النسيج وآلات الخياطة، يوجد في حي سكني، وذلك على بعد أقل من أسبوعين على فاجعة غرق معمل النسيج الذي أودى بحياة 28 عاملة وعامل جراء تسرب مياه الأمطار إلى الطابق السفلي من المعمل الذي يوجد تحت الأرض.
الحادث الجديد، وإن لم يخلف أي خسائر في الأرواح، عدا الخسائر المادية، إلا أنه أعاد بقوة مأساة المعمل إلى الواجهة، وهي المأساة التي لازالت طرية، وتداعياتها لازالت تلقي بضلالها على أسر الضحايا. في حين دفع الحادث الجديد إلى الكثير من النشطاء في طنجة إلى المطالبة بضرورة إيجاد منطقة صناعية لنقل معامل ومخازن النسيج التي تنتشر في أحياء المدينة.
وفي هذا السياق، فإن مشروعا كان قد تم الإعلان عنه في سنة 2017، من طرف وزارة التجارة والصناعة والجمعية المغربية لصناعة النسيج والألبسة، يتعلق بإنجاز منطقة صناعية خاصة بشركات النسيج، عاد إلى الواجهة من طرف عدد من المهتمين بهذا القطاع في مدينة طنجة، مباشرة بعد فاجعة المعمل واحتراق مخزن للنسيج اليوم الأحد.
ووفق المعطيات المتوفرة عن هذا المشروع، فإن وزارة التجارة والصناعة والجمعية المغربية لصناعة والنسيج، كانا قد أعلنا عن استكمال الدراسات النهائية حول هذا المشروع، بعد تحديد منطقته في عين الدالية بضواحي طنجة على مساحة تُقدر بـ 500 هكتار، وأشارا إلى أن الخطوة المقبلة ستكون هي الشروع في بناء المنطقة الصناعية.
غير أن المشروع لم يتقدم أي خطوة إلى الأمام منذ 2017، وبقي حبيس الدراسات، مما جعل العديد من الشركات والمقاولات المتخصصة في النسيج، تبحث عن بدائل أخرى تتجلى في كراء المرائب والطوابق السفلية والتحت أرضية للمنازل والفيلات، للقيام بأنشطتها الصناعية في مدينة طنجة.
وتشير بعض الإحصائيات التي تم الإعلان عنها مؤخرا بعد قيام سلطات طنجة بإحصاء الشركات التي تنشط في طنجة في قطاع النسيج، إلى أزيد من 300 معمل، وأغلبها يقوم بأنشطته الصناعية في ظروف تُهدد سلامة العمال، وفق تصريحات الكثير ممن يعملون في القطاع.
وحسب متتبعون ونشطاء في طنجة، فإن مشروع إنشاء منطقة صناعية لنقل جميع المعامل التي توجد في أحياء سكنية في طنجة، أصبح ضرورة ملحة في ظل تكرار الحوادث المميتة والخطيرة، والتي لا تهدد فقط عمال هذه المعامل، بل يمتد خطرها إلى السكان المجاورين لهذه المعامل.
هذا وقد كشفت مصادر مطلعة، أن والي جهة طنجة تطوان الحسيمة، عقد مؤخرا لقاءات مع المسؤولين في قطاع النسيج بطنجة والمنتخبين المحليين، من أجل دراسة تنقيل جميع معامل النسيج بطنجة إلى منطقة صناعية خاصة بهم، لكن لم يتم الإشارة ما إن كان ذلك سيكون باستكمال مشروع عين الدالية، أم سيكون في منطقة أخرى سيتم تحديدها لاحقا.