بعد فسخ العقد مع الجزائر.. المغرب يُعيد الأنبوب "المغاربي-الأوروبي" إلى الخدمة بعقد جديد مع شركة بريطانية
أعلنت شركة "ساوند إنيرجي" البريطانية المتخصصة في التنقيب واستخراج النفط والغاز، اليوم الثلاثاء، عن توقيع عقد مع المكتب الوطني المغربي للماء والكهرباء المملوك للدولة المغربية، لاستغلال خط أنبوب الغاز "المغاربي الأوروبي"، من أجل اعتماده لتوفير الغاز للمملكة المغربية، بعد توقف عقد استغلاله من طرف الجزائر لنقل غازها إلى إسبانيا.
وحسب بيان صادر عن الموقع الرسمي للشركة البريطانية، فإن العقد الموقع يمنح الامتياز للشركة البريطانية لبيع الغاز للمغرب عبر حقل تندرارة شرق المغرب إلى باقي المناطق المغربية، بمعدل 350 مليون متر مكعب من الغاز الطبيعي سنويا، مشيرا إلى أن سريان العقد يمتد إلى 10 سنوات، وهي نفس المدة التي دام العقد مع الجزائر.
ويأتي إبرام هذا العقد بين المغرب والشركة البريطانية التي تشتغل في التنقيب عن الغاز والنفط داخل المملكة المغربية، بعد شهر من انتهاء عقد استغلال الجزائر لهذا الأنبوب لنقل الغاز عبر المغرب إلى إسبانيا والبرتغال، وبالتالي يعود هذا الأنبوب إلى حيز الخدمة بعد توقف تدفق الغاز الجزائري به في الأسابيع الأخيرة.
وكانت الجزائر قد قررت عدم تجديد الاتفاق مع المغرب لاستغلال الأنبوب المغاربي – الأوروبي، بسبب التوتر القائم بين البلدين، حيث اتهمت الجزائر المغرب بالقيام بأعمال عدائية تجاهها دون تقديم أي أدلة على ذلك، وقد سبق قرار إيقاف تدفق الغاز الجزائري عبر المغرب، قطع كافة العلاقات الديبلوماسية مع الرباط.
وكان المغرب يستفيد من عقد امتياز عبور الغاز الجزائري على أراضية، حيث كانت يحصل على نسبة من الغاز بشكل مجاني، وكانت تعتقد الجزائر أن إيقافها إمداد المغرب بالغاز سيتسبب لها في مشكل، إلا أن المغرب أكد أن التأثير لن يكون سوى بنسبة قليلة على قطاع الكهرباء.
وأكد المغرب عبر المكتب الوطني للكربوهيدرات والمكتب الوطني للماء والكهرباء، أن هناك بحث عن بدائل على المدى المتوسط والبعيد، دون إعطاء تفاصيل أخرى، غير أنه المتتبعبين لهذا الملف يرون أن المغرب كان يستعد لاحتمالية إقدام الجزائر على إيقاف امداد المغرب الغاز منذ فترة طويلة، وهو ما يفسر التحركات المغربية لإيجاد بدائل منذ سنوات، خاصة الاعتماد على الطاقات الخضراء.
ويُعتبر المغرب حاليا من البلدان الإفريقية المتقدمة في مجال انتاج الطاقة الكهربائية من المصادر الطبيعية، وهو صاحب أكبر مزرعة لإنتاج الطاقة الكهربائية في العالم، ويتعلق الأمر بمحطة نور في ورزازات.