بعد فضيحة "البرتقال المسموم".. ONSSA تطلق حملة مؤدى عندها من المال العام لتلميع صورتها في "تويتر"
كثيرا ما يتحجج المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية بـ"ضعف الإمكانيات" عندما يتعلق الأمر بخلل في القيام بالأدوار المنوطة به، والتي تهم بشكل مباشر صحة المواطنين وأمنهم الغذائي، لكن هذا "الطرح" لا محل له من الإعراب عندما يتعلق الأمر بـ"الهوس" الذي أصاب مسؤولي المكتب بخصوص منصات التواصل الاجتماعي، التي يُغدقون عليها بالأموال العامة في سبيل تلميع صورة المؤسسة، حتى ولو كان الأمر يتعلق بمواقع لا تشير اهتمام المغاربة أساسا.
وخير مثال على ذلك، قيام المكتب المعروف اختصارا بـ"أونسا" بحملة ترويج مؤدى عنها عبر منصة "تويتر" في عز ارتباط اسمه بفضيحة سحب شحنة من البرتقال المغربي من الأسواق الهولندية بسبب رشها بمبيد "الكلوربيريفوس" السام الذي يُمنع استعماله في المغرب كما في الاتحاد الأوروبي، علما أن هذا الموقع لا يتمتع بأي شعبية بين باقي منصات التواصل الاجتماعي الأخرى النشيطة بالمملكة، عكس ما هو عليه الأمر في مصر ودول الخليج، الأمر الذي يدعو للتساؤل عن الجهة التي وُجه لها هذا "التسويق".
وفي دراسة حديثة بعنوان "دور الإعلام في الأمن القومي العربي"، والتي ظهرت نتائجها في يونيو من سنة 2021، فإن عدد مستخدمي "تويتر" في المغرب لا يتجاوز 490 ألف شخص من أصل حوالي 38 مليون نسمة، وهو رقم أقل من الحسابات الموجودة في دول أصغر من المملكة من حيث تعداد السكان على غرار السعودية التي تتوفر على 15 مليون مستخدم، والإمارات صاحبة الـ5,5 ملايين مستخدم، والكويت ذات المليوني مستخدم، بل وحتى البحرين والأردن، في حين أن الموقع الاجتماعي السائد مغربيا هو "فيسبوك" بـ17 مليون مستخدم.
وتحاول إدارة "أونسا"، التي يوجد على رأسها عبد الله جناتي الذي عينه رئيس الحكومة عزيز أخنوش منذ أن كان وزيرا للفلاحة والصيد البحري في 2017، تغطية ضعفها التواصلي الكبير بحملات ممولة، إذ من المعروف في الأوساط الصحفية المغربية أنها لا تملك إجابات على العديد من القضايا التي تهم السلامة الصحية للمنتجات الغذائية بالمغرب، بل وأحيانا تتعرف عليها مثلها مثل سائل الناس من وسائل الإعلام، وتتعلل عادة بـ"ضعف الإمكانيات".
وسبق لـ"الصحيفة" أن كشفت أن هذه المؤسسة قد أبرمت صفقة بقيمة 3 ملايين و400 ألف درهم لرفع عدد المعجبين في صفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي خلال فترة تمتد لـ3 سنوات، تتضمن "فيسبوك" و"تويتر" و"إنستغرام"، وهي الصفقة التي تمت بتوصية من مستشارة بديوان أخنوش عندما كان وزيرا للفلاحة والصيد البحري، وتلت صفقة أخرى كانت قيمتها مليون و200 ألف درهم للغرض ذاته، لكنها لم تُأت أكلها حيث ظل عدد المتابعين محدودا، وعندما حمل الموقع أسئلة بخصوص هذا الموضوع للمدير العام لـ"أونسا" فإنه رفض الإجابة.
تعليقات
بإمكانكم تغيير ترتيب الآراء حسب الاختيارات أسفله :