بعد موقفها "الملتبس" من الصحراء.. المغرب ينأى بنفسه عن دعم مصر في أزمة سد النهضة
على الرغم من أن جل حلفائه التقليديين في المنطقة العربية أعلنوا عن دعمهم الصريح لمصر في مواجهة إثيوبيا بخصوص أزمة سد النهضة، بعد توجيه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي "تحذيرا" ضمنيا لأديس أبابا بالتدخل ميدانيا في حال منعها وصول مياه النيل إلى بلاده، فضل المغرب البقاء على الحياد في هذه الأزمة ونأى بنفسه عن أي تعليق بخصوصها، ما يُذكر بالموقف المصري المتقلب من تطورات الوضع في الصحراء.
وأول أمس الثلاثاء أعلت 3 من دول الخليج، هي المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان والبحرين، بشكل منفصل، دعمها لمصر والسودان في أزمة السد، مبدية استعدادها للمساهمة في جهود إنهاء المشكلة، ويوم أمس الأربعاء انضمت دولتان خليجيتان أخريان، هما الإمارات العربية المتحدة والكويت، إلى القائمة، وانضافت إليهما الأردن وليبيا، معلنة عن تضامنها مع القاهرة والخرطوم ودعمها لـ"حقوقهما المائية".
ورغم أن كل الدول المذكورة باستثناء ليبيا، ممالك اعتاد المغرب أن يكون معها في صف واحد بخصوص قضايا المنطقة العربية، إلا أنه هذه المرة بقي بعيدا عن الأزمة ككل، وهو موقف يبدو موجها للقاهرة بشكل أوضح كونها ظلت تتفادى إعلان دعمها للرباط في قضية الصحراء عقب تدخل قواتها المسلحة في الكركارات يوم 13 نونبر 2020 لإعادة فتح الطريق الرابطة بين الأراضي المغربية والموريتانية والتي كان يحتلها انفصاليو جبهة "البوليساريو".
وفي الوقت الذي جاهرت فيه جل الدول العربية بدعمها للسيادة المغربية على الصحراء، وأعلنت فيه الإمارات والبحرين والأردن افتتاح تمثيليات دبلوماسية لها في العيون والداخلة، اكتفت الخارجية المصرية بـ"دعوة الأطراف إلى ضبط النفس، واحترام قرارات مجلس الأمن بما تشمله من وقف لإطلاق النار والامتناع عن أي أعمال استفزازية، أو التي من شأنها الإضرار بالمصالح الاقتصادية، والتبادل التجاري في هذه المنطقة"، قبل أن يعلن سفير القاهرة في الجزائر في فبراير الماضي اختيار بلاده لـ"الحياد" نافيا لصحيفة "الشروق" الجزائرية عزمها افتتاح قنصلية في الصحراء.
ونظريا، لا يملك المغرب أي مصلحة في دعم أحد طرفي النزاع، لكن العديد من المعطيات تشير إلى أنه لا يرغب في الصدام حاليا مع إثيوبيا، البلد الذي يحتضن مقر الاتحاد الإفريقي ويعترف بـ"البوليساريو"، وذلك بعد تسجيل تغير ملموس في موقف حكومته مؤخرا تمثل في تأكيد وزير خارجيته لممثل "البوليساريو" هذا الشهر أن بلاده "تدعم حل سياسيا عادلا ودائما ومقبولا من الطرفين"، وفق ما أعلنته وسائل إعلام محلية، أي أن أديس أبابا لم تعد تجاهر بالانحياز للطرح الانفصالي.
وكان السيسي قد صعد من لهجته حول موضوع سد النهضة يوم الثلاثاء الماضي، حين أورد أن المساس بمياه مصر سيؤدي إلى "حالة عدم استقرار في المنطقة لا يتخيلها أحد"، وأضاف بشكل قُرئ على أنه تهديد لإثيوبيا "من أراد أن يجرب فليتفضل (...) ليس على أحد أن يعتقد أنه يستطيع البقاء بعيدا عن قدراتنا"، خالصا إلى أن القاهرة تتطلع للتوصل إلى اتفاق قانوني وملزم لملء السد.
تعليقات
بإمكانكم تغيير ترتيب الآراء حسب الاختيارات أسفله :