بعد نشرها لوثائقي تتهم فيه فرنسا بمحاولة زعزعة استقرارها.. الجزائر تستدعي السفير الفرنسي لتقديم تفسيرات
قالت صحيفة "المجاهد" الجزائرية، نقلا عن مصادر دبلوماسية، إن وزارة الخارجية الجزائرية استدعت السفير الفرنسي ستيفان روماتي، على خلفية ما أسماته بـ"تورط المخابرات الفرنسية في مخططات تهدف إلى زعزعة استقرار الجزائر".
ويأتي هذا الاستدعاء للسفير الفرنسي من أجل تقديم التفسيرات، في حالة إذا تأكد رسميا استدعائه، بعد أيام من نشر القنوات التلفزية الجزائرية الرسمية لوثائقي تتهم فيه المخابرات الفرنسية بالتخطيط لزعزعة استقرار البلاد، على لسان شاب يُدعى عيساوي محمد أمين، الذي تحدث في الفيلم الوثائقي وادعى أن المخابرات الفرنسية حاولت تجنيده للقيام بمهام مرتبطة بالتنظيمات الإرهابية داخل الجزائر.
وقال الشاب المذكور الذي سبق أن انخرط في صفوف "داعش" في سوريا والعراق، أنه تعرض لمحاولة تجنيد من قبل المخابرات الفرنسية بعد عودته إلى الجزائر، عن طريق استدراجه في سنة 2022 عبر جمعية "أرتميس" الفرنسية المتخصصة في قضايا الإرهاب، إلا أن محاولة الجمعية باءت بالفشل بعدما أدرك مخططاتهم حسب تعبيره.
وجاء في الفيلم الوثائقي، أن التعاون بين الشاب وأجهزة الأمن الجزائرية أسفر عن كشف تفاصيل "المؤامرة"، حيث كانت المخابرات الفرنسية تخطط لإرساله إلى النيجر، بالإضافة إلى تكليفه بالتقرب من المتطرفين في الجزائر العاصمة وجمع معلومات عن تحركات الشرطة والمراقبة الأمنية.
وقال الشاب الذي دار الفيلم الوثائقي بشكل كامل على تصريحاته، بأن المخابرات الجزائرية كانت على علم بتواصله مع المخابرات الفرنسية منذ البداية، وهي التي ساعدته على كشف خيوط "المؤامرة"، وقد حمل الفيلم الوثائقي عنوان "فشل المؤامرة.. صقور الجزائر تنتصر".
ويُعتبر هذا الاتهام الموجه إلى المخابرات الفرنسية، هو الثاني من نوعه منذ بداية عام 2023، ففي فبراير من نفس العام، كانت الجزائر قد اتهمت المخابرات الفرنسية بمساعدة الناشطة أميرة بوراوي على مغادرة البلاد بشكل غير قانوني، ما أثار جدلا واسعا في العلاقات بين البلدين.
وتدعي الجزائر على أن هذه العمليات تمثل جزءا من مخطط أوسع تهدف من ورائه بعض الأطراف الخارجية إلى تقويض استقرار البلاد، واعتبرت أن يقظة المصالح الأمنية الجزائرية والحفاظ على الجبهة الداخلية شكلت عاملا أساسيا في إفشال هذه المحاولات.
وشددت الجزائر على أن أي محاولات لزعزعة استقرارها لن تمر دون رد، مشيرة إلى أن الشعب الجزائري ومؤسسات الدولة قادرون على مواجهة أي تهديدات بأعلى درجات اليقظة والتعاون الوطني، وهو ما يؤشر على تعميق الهوة بين الجزائر وفرنسا.
وتعيش العلاقات الجزائرية الفرنسية حاليا أسوأ فتراتها على خلفية الدعم الفرنسي للمقترح المغربي بشأن الصحراء، وهو ما رفضته الجزائر بشكل قاطع، مما دفعها إلى سحب سفيرها من باريس وتخفيض مستوى تمثيلها الدبلوماسي في فرنسا.