بوريطة بعد لقاء لابيد: علاقة المغرب بإسرائيل تختلف عن أي دولة عربية.. ولابد من عودة المفاوضات المُفضية لإقامة دولة فلسطينية
قال وزير الشؤون الخارجية المغربي ناصر بوريطة، في تصريحات صحفية أعقبت لقاءه بنظيره الإسرائيلي يائير على هامش زيارة هذا الأخير إلى الرباط اليوم الأربعاء، إن هذه الخطوة تمثل "ترجمة لالتزام مشترك للمضي قدما في إعطاء مضمون ملموس للعلاقات الثنائية بالارتكاز على آليات تعاون مرنة وفعالة"، مضيفا أنه، وعلى هذا الأساس، كانت له مباحثات معمقة ومستفيضة حول مجمل القضايا الثنائية والإقليمية.
وأورد وزير الخارجية أن إشراف الملك محمد السادس على توقيع الاتفاق الثلاثي المغربي الإسرائيلي الأمريكي لوضع أسس العلاقات الثنائية بين الرباط وتل أبيب، عرفت هذه العلاقة "دينامية جيدة بفضل الإرادة التي تحدونا جميعا"، وتابع "لأجل مواكبة هذا الزخم في العلاقات، قمنا بإنشاء خمس فرق عمل تغطي القطاعات الواعدة من قبيل البحث والابتكار والسياحة والطيران والفلاحة والطاقة والبيئة والتجارة والاستثمار"، مبرزا أن فرق العمل المتعددة القطاعات عقدت اجتماعين، فضلا عن الاتصالات المتواصلة بين القطاعات الوزارية المعنية.
وقال بوريطة إن هناك آفاق واعدة للتعاون بين البلدين، والتي تباحث مع نظيره الإسرائيلي حول السبل الكفيلة بتطويرها وتعزيزها على المستوى المؤسساتي وعلى مستوى القطاع الخاص، موردا أن الطموح يتمثل في "إغناء علاقتنا بالبعد الإنساني الذي كانت إحدى تجلياته أخيرا تسيير رحلات جوية بين البلدين".
وأعلن بوريطة عن التوقيع على اتفاقيات جديدة لإثراء الإطار القانوني المُنظم للعلاقات الثنائية، همت قطاع الطيران والشباب والرياضة والمشاورات السياسية، مؤكدا وجود اتفاق على المضـي قدما في استكمال دراسة وتحضير اتفاقيات جديدة لتسهيل الاستثمارات والتجارة والبحث العلمي.
وبخصوص الوضع المتوتر في الشرق الأوسط، قال بوريطة إنه أكد لنظيره لابيد أهمية الاستمـرار في تثبيت التهدئة عقب أحداث الأحد عشـر يوما في شهر ماي الأخير، وأوضح له أن "التوتر والاحتقان يستفيد منهما دعاة التطرف والكراهية البغيضة لنشر أجندتهم الخبيثة".
وذكر بوريطة بتأكيد الملك محمد السادس أن العلاقة بين المغرب وإسرائيل "تستمد قوتها من الأواصر المتينة والخاصة التي تربط الجالية اليهودية من أصل مغربي بالمملكة المغربية، والروابط الخاصة التي تجمع تلك الجالية اليهودية، بمن فيهم الموجودين في إسرائيل، بشخص الملك".
وأبرز وزير الخارجية أن استئناف العلاقات مع إسرائيل "يعكس رغبة الملك بإعادة تفعيل آليات التعاون بين المملكة المغربية ودولة إسرائيل، واستئناف الاتصالات بشكل منتظم، في إطار علاقات دبلوماسية سلمية وودية".
وشدد المتحدث نفسه على أن علاقة المملكة بالدولة العبرية "لا تشبه علاقة إسرائيل بدولة عربية أخرى، فهي علاقة خاصة للاعتبارات التي تعرفونها جميعا، لها سياق مميز يتمثل في كون الرافد العبري مكرس في دستور المملكة كأحد الروافد التي تغني وتثري الهوية المغربية المتنوعة"، وفق تعبير، مضيفا أن اليهود المغاربة "عاشوا ولازالوا يعيشون في المغرب مع إخوانهم المسلمين كمغاربة في ظل رعاية والتزام جلالة الملك تجاه المواطنين كيفما كانت ديانتهم".
وتطرق بوريطة أيضا مع لابيد إلى الوضع المتوتر في منطقة الشرق الأوسط، كما تحدثا حول آفاق السلام، مبرزا أن الملك محمد السادس وفي مناسبات مختلفة، يؤكد على ضرورة الخروج من حالة الجمود والاستعصاء لاستئناف المفاوضات باعتبارها السبيل الوحيد للوصول إلى حل نهائي ودائم وشامل على أساس حل الدولتين لشعبين، تعيشان جنبا إلى جنب في أمن وسلام.
واعتبر الوزير المغربي أن هناك "حاجة ماسة للبدء في إجراءات إعادة بناء الثقة بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني، خدمة للسلام والاستقرار والازدهار والرخاء في المنطقة"، مبرزا أن الملك، بصفته رئيسا للجنة القدس، يؤكد دائما على الحفاظ على الطابع الخاص والفريد للمدينة باعتبارها تراثا مشتركا للإنسانية ولها رمزية كبيرة وحمولة روحية بالنسبة لأتباع الديانات الثلاث.
ووفق بوريطة، فإن إعادة بناء الثقة والحفاظ على الهدوء والإحجام عن كل ما من شأنه تأجيج التوتر، عوامل أساسية لابد منها، لفتح أفق سياسي للنزاع الفلسطيني الإسرائيلي والحفاظ على حل الدولتين باعتباره الحل الوحيد الذي يكفل ويضمن الأمن والاستقرار للجميع.
وخلص الوزير المغربي إلى أنه يتعين العودة سريعا للمفاوضات "المباشرة والمجدية" وبما يفضي في النهاية إلى إقامة دولة فلسطينية وإقرار السلام الشامل وإشاعة الازدهار والرخاء في المنطقة.