بيرو وإسبانيا تترقبان نتائج تحقيق مغربي حول تهريب طن من الكوكايين إلى المملكة في غفلة من سلطاتهما الأمنية
وجدت السلطات الأمنية الإسبانية والبيروفية نفسها في حرج كبير أمام نظيرتها المغربية، التي أسقطت كمية كبيرة من الكوكايين يتجاوز وزنها طنا، وذلك بعدما وصلت إلى الموانئ الإسبانية من دولة بيرو داخل شحنة من الأسماك المجمدة المُعدة للتصدير، إذ يسود تخوف من أن تكشف تحقيقات الجانب المغربd عن تورط مسؤولين أمنيين من البلدين في العملية.
وأصبح هذا الأمر كابوسا يطارد السلطات الإسبانية، التي فشلت في اكتشاف الشحنة الكبيرة من المخدرات قبل أن تسقط على يد عناصر المديرية العامة للأمن الوطني بميناء الدار البيضاء، هذه الأخيرة التي قال بلاغ أصدرته يوم أمس الجمعة إن الأمر يتعلق بشحنة قادمة من إحدى دول أمريكا الجنوبية، دون تسميتها، في حين قالت وكالة الأنباء الرسمية الإسبانية "إيفي" إن الأمر يتعلق بالبيرو.
ودخلت النيابة العامة المغربية على الخط للتحقيق في هذه الجريمة، التي تتعلق بالاتجار الدولي للمخدرات، في الوقت الذي تُطرح فيه علامات استفهام كبيرة عن الكيفية التي استطاع بها المهربون تجاوز المراقبة الحدودية في البيرو والدخول إلى إسبانيا، ثم تجاوزها مرة ثانية في موانئ البلد الإيبيري والعبور إلى المغرب على الرغم من أن الكمية كبيرة جدا.
وكانت المصلحة الولائية للشرطة القضائية بالدار البيضاء قد بحثا قضائيا تحت إشراف النيابة العامة المختصة، أول أمس الخميس، وذلك لتحديد مصدر ومسالك تهريب شحنة من مخدر الكوكايين بلغ وزنها الإجمالي طن واحد و370 كيلوغرام، وفق ما أعلن عنه بلاغ للمديرية العامة للأمن الوطني.
وأورد البلاغ أن مصالح الأمن الوطني كانت قد توصلت بإشعار من مالكي وحدات لتوزيع الأسماك المستوردة بمدينة الدار البيضاء، بشأن عثورهم على كميات من مادة بيضاء يشتبه في كونها مخدر الكوكايين داخل شحنة من الأسماك المجمدة المستوردة.
وأضاف المصدر ذاته أن المعاينات الأولية والخبرات المنجزة أظهرت أن الأمر يتعلق بشحنة كبيرة من سمك مجمد جرى استيرادها عبر اسبانيا انطلاقا من بلد المنشأ بإحدى دول أمريكا الجنوبية، وأنها تضم في مشتملاتها على كميات من مخدر الكوكايين.
وأشار البلاغ إلى أن عمليات البحث والتفتيش التي جرى تنفيذها، بشكل متزامن في مجموعة من المحلات والمخازن بمدينة الدار البيضاء ونواحيها، مكنت من حجز ما مجموعه طن و370 كيلوغرام من مخدر الكوكايين.
وخلصت الوثيقة إلى أن الأبحاث التي تجريها مصالح الشرطة القضائية بمدينة الدار البيضاء، تتواصل حاليا لتحديد مصدر هذه الشحنة من الكوكايين، ورصد مسارات دخولها للتراب الوطني، وذلك بالتنسيق مع قنوات التعاون الأمني الدولي.
