تأكيدا لما نشرته "الصحيفة".. ألباريس يمدد مهام سفير إسبانيا بالرباط رغم بلوغه السبعين إلى حين التوصل إلى اتفاق مع المغرب
تأكيدا لما نشرته "الصحيفة" قبل أسابيع، قرر وزير الخارجية الإسباني تمديد مهمة سفير بلاده في الرباط، ريكاردو دييز هوشلايتنر، تزامنا مع التغييرات الجديدة التي تعرفها مجموعة من سفارات إسبانيا حول العالم، وذلك بعدما كانت المملكتان قد اتفقتا في وقت سابق على تأجيل الحسم في هوية السفيرين الجديدين إلى ما بعد تجديد ولاية سانشيز على رأس الحكومة.
وأورد موقع the objective الإسباني نقلا عن مصادر دبلوماسية، أن ألباريس أبقى دييز هوشلايتنر في منصبه رغم بلوغه 70 عاما، ورغم أنه قضى في سفارة مدريد بالمغرب أكثر من 8 سنوات ونصف، وهو أمر غير معتاد في السلط الدبلوماسي، موردة أن "رئيس السلطة التنفيذية بيدرو سانشيز لم يقم حتى الآن بتسمية بديل له في هذا المنصب الحساس".
وما يثير الانتباه أكثر، هو أن وضع دييز هوشلايتنر أصبح فريدا، إذ قبل هذا الأسبوع كان كل من كارلوس روبليس، سفير إسبانيا في الكونغو الديمقراطية، ومانويل سالازار، سفيرها في إثيوبيا، مستمرين في منصبهما رغم تجاوزهما السبعين، لكن يوم الثلاثاء الماضي انتهت مهامهما الدبلوماسية بشكل رسمي، في حين تم تمديد ولاية السفير الإسباني في المغرب.
وكانت "الصحيفة" قد نشرت، بتاريخ 10 نونبر 2023، استنادا إلى مصادر عليمة، أن المغرب وإسبانيا اتفقا على تأجيل النظر في أي تغيير دبلوماسي على مستوى سفيري البلدين في الرباط ومدريد، إلى حين خروج الحكومة الإسبانية الجديدة إلى حيز الوجود، والتي يقودها الآن، كما كان متوقعا، رئيس الوزراء المنتهية ولايته بيدرو سانشيز، الذي يتمتع بعلاقات جيدة بالملك محمد السادس والحكومة المغربية.
ووفق المعطيات التي حصلت عليها "الصحيفة" من مصادر مقربة من الدبلوماسية الإسبانية، فإن مسألة تغيير السفيرين، الإسباني بالرباط ريكاردو دييز هوشلايتنر، والمغربية بمدريد كريمة بن يعيش، مطروح على البلدين في إطار حركية الديبلوماسيين، إذ عادة لا يستمر السفير في منصبه أكثر من 4 سنوات، ما يعني أن الوضع بين إسبانيا والمغرب يظل استثنائيا.
وأوردت المصادر ذاتها أن الاتفاق الحاصل بين دبلوماسية البلدين هو تأجيل النظر في الأسماء المقترحة لتولي السفارة إلى حين خروج حكومة سانشيز الجديدة إلى حيز الوجود، وذلك إثر انتخابات يوليوز الماضي العامة، السابقة لأوانها، الأمر الذي احتاج لوقتٍ بالنظر لحصول الحزب الاشتراكي العمالي على الرتبة الثانية بعد الحزب الشعبي.
ووفق مصادر "الصحيفة"، فإن قضية تأجيل النظر في تغيير الممثلين الدبلوماسيين مقتصرة على السفيرين فقط، ولا تشمل القناصلة، إذ مؤخرا أعلن القنصل العام الإسباني في طنجة، ألفونسو مانويل بورتاباليس، انتهاء مهامه خلال احتفالات اليوم الوطني لبلاده بمقر القنصلية، وهو أحد المرشحين لتعويض هوشلايتنر، باعتباره كان سفيرا في البينين ونيجيريا وغواتيمالا في السابق، كما عمل في السفارة المغربية بالرباط.
ويشغل هوشلايتنر منصبه في المغرب منذ سنة 2015، حيثُ عين في عهد رئيس الحكومة ماريانو راخوي، المنتمي للحزب الشعبي، ما يعني أنه مستمر فيه لأكثر من 8 سنوات، وقبل ذلك كاتبا عاما للبلاط الملكي الإسباني ما بين 2002 و2011، أما بن يعيش فعينها الملك محمد السادس سفيرة في مدريد شهر أبريل من سنة 2018، وكانت في السابق مديرة للتعاون الثقافي والعلمي بوزارة الشؤون الخارجية، كما سبق أن كانت سفيرة في البرتغال.