تبون ينجح في تنفيذ بند واحد من برنامجه الانتخابي.. معاكسة المغرب
اتخذت الجزائر في الأسابيع القليلة الماضية، مجموعة من الخطوات التي اعتبرها متتبعون للشأن المغاربي، أنها خطوات معاكسة للمغرب، ليتضح بالملموس أن ما كان يعبر عنه عبد المجيد تبون خلال حملته الانتخابية للجزائر من تصريحات مضادة للمملكة المغربية، هي في الحقيقة، المبدأ الذي يؤمن به في التعامل مع المغرب.
ووفق متتبعين للعلاقات الجزائرية المغربية، فإن معاكسة نظام تبون للمغرب، هو "البند" الوحيد الذي يطبقه الرئيس الجزائري حاليا بحذافيره من ضمن البنود العريضة التي رفعها في حملته الانتخابية، فالوضع في الداخل الجزائري لازال كما هو، ولم تظهر أي بوادر بانفراج قريب للأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في البلد.
وبدأت كرونولوجيا التعنت الجزائري، وفق مراقبين، بعد رسالة الملك محمد السادس عقب فوز تبون في الانتخابات الجزائرية، حيث هنأ الملك تبون بانتخابه رئيسا للجزائر، ودعاه لفتح صفحة جدة بين البلدين، إلا أن رسالة الملك يبدو أنها لم ترق لتبون ونظامه، ولم يتم التفاعل مع دعوة الملك، ليتم تجاوز الحدث وكأنه شيء لا يستحق التوقف عنده، ولو من باب الديبلوماسية "الصفراء".
النظام الجزائري بقيادة تبون، بعد ذلك، بدأ يخرج علانية في معاكسة المغرب، وقد أثبت ذلك في عدة محطات، أبرزها انتقاده جهارا لقيام دول افريقية بافتتاح قنصليتها في مدينة العيون، واعتبر علانية بأن العيون منطقة للنزاع ونفى مغربيتها، وبالتالي كشف تبون عن نظرته الحقيقية لنزاع الصحراء، وتأييده للطرح الإنفصالي المعادي للمغرب.
وبعد هذه الحادثة، اتجهت الجزائر لإدانة المغرب على قرار تنظيم كأس أمم افريقيا 2020 لكرة القدم داخل القاعة بمدينة العيون، وقرر منتخبها مقاطعة هذه التظاهرة الرياضية التي تجري حاليا، لتكشف الجزائر أوراقها بوضوح في عدائها للمغرب في قضية الصحراء في عهد تبون.
العلاقات والقضايا الدولية، أيضا اتخذت الجزائر فيها قرارا معاكسا للمغرب، ومن بين هذه القضايا، القضية الليبية التي غابت عنها لسنوات بسبب أزمة الرئيس بوتفليقة، إذ قررت مؤخرا العودة للواجهة بقوة، وعقدت عدة لقاءات مع عدة أطراف لتدارك السبق المغربي في الأزمة الليبية، حيث استدعت مؤخرا وزراء خارجية عدد من البلدان لمناقشة الوضع الليبي مستثنية المغرب.
تبون في خطاب عشية فوزه بالانتخابات، قال بأن الجزائر دولة مهمة ولها وزن في المنطقة، ويبدو أنه يبحث الآن للعب دور مهم ووازن في المنطقة، ولكي يظهر بذلك المظهر، يتوجب عليه، حسب متتبعين، لإظهار نوع من القوة مع المغرب ويعبر عن عدائه الصريح في ذلك.
هذه الخطوات والقرارات التي عبّر عنها النظام الجزائري في بداية مشواره بقيادة تبون نحو المغرب، يرى المتتبعون للشأن المغاربي، أنها تنفيذ للنية التي أعلن عنها عبد المجيد تبون خلال حملته الانتخابية، وهي الوحيدة التي يطبقها النظام الجزائري "بشكل ممتاز"، وغير ذلك، فإن رياح التغيير قد تهب يوما ما على نظام تبون كما هبت على سلفه.