تحقيق تلفزيوني ألماني يقصق أحيزون ويصف المغرب بـ"جنة المنشطات"
عادت ألعاب القوى المغربية إلى دائرة الضوء، قبل يومين، بعد بث تحقيق تلفزيوني، يحيط "جامعة أحيزون" بصورة سيئة في مجال محاربة المنشطات، وذلك على هامش المشاركة في النسخة السابعة عشرة من بطولة العالم لألعاب القوى، التي تحتضنها العاصمة القطرية الدوحة، منذ 27دشتنبر وإلى غاية سادس أكتوبر المقبل.
التحقيق الذي بثته قناة "Ard" الألمانية، نبشت من خلاله الأخيرة في خبايا تدبير الجامعة الملكية المغربية لرياضة ألعاب القوى، برئاسة عبد السلام أحيزون، لملف "محاربة التعاطي الرياضي للمنشطات"، بالرغم من تبرئة الاتحاد الدولي للعبة "IAAF" للجهاز المغربي، قبل سنتين، بإسقاط اسمه من لائحة الدول الست على الدائرة الحمراء في هذا المجال.
"هل المغرب جنة المخدرات؟"؟ تساؤل يراه المحققون مشروعا، باسقاطه على أحد دول شمال إفريقيا، التي كانت رائدة على مستوى رياضة "أم الألعاب"، عودة للانجازات التي حققها أبطال، على غراردسعيد عويطة ونوال المتوكل وهشام الكروج، قبل أن تتراجع النتائج ويصبح العداء المغربي عاجزا عن الوصول إلى أحد المعادن الثلاث، خلال المشاركات في بطولات العالم.
وبالرغم من إعلان القائمين على شأن "أم الألعاب" بالمغرب، عن محاربتهم لآفة المنشطات، منذ تولي أحيزون لرئاسة جامعة القوى، قبل 13 سنة، فإن المعطيات الميدانية توحي بعدة ممارسات وتجاوزات لا تخدم الجانب المغربي في معركته المزعومة، حيث يبقى التعامل الجزري مع التعاطي والاتجار بالمنشطات، نسبيا، كما تبقى حملات الرقابة الاستبقاية محدودة، إن لم تكن منعدمة، خاصة على مستوى مناطق النشاط الرياضي لألعاب القوى المحلية، بعيدا عن الأضواء، كما هو الشأن في المرتفعات الجبلية والأماكن النائية، حيث تتمركز الممارسة.
ما أظهرته عدسات "الكاميرات"، من صيدليات "تبيح" الاتجار بالمواد المنشطة المحذورة، أو إسناد مهام التكوين لعدائين سقطوا في فحوصات تعاطي المنشطات، خلال مرحلة سابقة، كما هو الشأن بالنسبة للعداء السابق أمين لعلو، الذي يشرف حاليا على تدريب الفئات السنية للمنتخبات الوطنية، نماذج بين أخرى، تطرح علامات الاستفهام حول إن كان المغرب في منأى عن سقوط هرم رياضته الشعبية، كما هوت ألعاب القوى الروسية، التي لا تقل قوة في نفوذها عن عرش عبد السلام أحيزون.
عدد كبير من الأسماء المغربية، سقطت في اختبارات فحص المنشطات، خلال العشر سنوات الأخيرة، حتى أن بعضها يتورط ضمن خلايا نشيطة في هذا المجال، حتى أصبحت الرباط مصدرا لصناعة أبطال عالميين "مزورين"، يتدربون في إيفران ويتزودون بمواد محظورة، كما هو الشأن بالنسبة للعداء الفرنسي مراد حمدوني، الذي كشف التحقيق الألماني عن تورطه في قضية منشطات، مما سارع معها الاتحاد الفرنسي للعبة، إلى إبعاده من الأضواء، بإعلان اعتذاره عن المشاركة في سباق "الماراتون" ضمن بطولة العالم الجارية.
في الوقت الذي كانت ألعاب القوى المغربية رائدة على مستوى سبورة الميداليات، عند كل مشاركة في بطولة عالم، أضحت اليوم تقترن بآفة تنخر جسد "أم الألعاب"، بالموازاة مع تراجع النتائج المحققة، حتى أصبح الحضور المغربي في السباقات النهائية للمسافات المتوسطة والطويلة شبه منعدم، ما عدا بعض الإنجازات الفردية المعدودة، كما هو الشأن بالنسبة للبطل سفان البقالي، صاحب برونزية سباق 3000 متر موانع وزميلته رباب عرافي، التي تبصم على ظهور جيد في سباقي 800 و1500 متر.