تحويلات الجالية وعائدات السياحة تتجاوز مداخيل المغرب من العملة الصعبة عبر تصدير الفوسفاط.. والفلاحة تواصل الانهيار
كشفت وزيرة الاقتصاد والمالية، نادية فتاح العلوي، أن تحويلات الجالية المغربية المقيمة بالخارج، وعائدات السياحة، حققت للمغرب مداخيل من العملة الصعبة تتجاوز صادرات المملكة من الفوسفاط، في حين احتفظ قطاع تصدير السيارات بالصدارة على هذا المستوى خلال الأشهر الثمانية الأولى من سنة 2024، بينما واصل الفلاحة انهيارها بسبب الجفاف.
وكشفت الوزيرة عن هذه المعطيات من خلال الوثيقة الخاصة بسياق إعداد مشروع قانون المالية لسنة 2025، والتي عرضتها مؤخرا أمام لجنة المالية والتنمية الاقتصادية بمجلس النواب، بناء على معطيات مكتب الصرف الخاصة بالمبادلات الخارجية للفترة ما بين فاتح يناير و23 غشت 2024.
وحلت صادرات السيارات في الصدارة بما مجموعه 101,7 ملايير درهم، بارتفاع بلغ 7,6 في المائة مقارنة بالفترة نفسها من سنة 2023، وفي المقام الثاني جاءت تحويلات المواطنين المغاربة المقيمين بالخارج، التي بلغت 81 مليار درهم، بارتفاع بلغ 3,9 في المائة
وحلت عائدات السفر، المرتبطة أساسا بقطاع السياحة، في المرتبة الثالثة حيث وفرت للمغرب ما يساوي 76,4 ملايير درهم من العملة الصعبة، بارتفاع نسبته 6,7 في المائة، في حين استقرت صادرات الفوسفاط ومشتقاته عند الرتبة الرابعة بقيمة 53,5 ملايير درهم، وبارتفاع بلغ 11,7 في المائة.
ووفق وزارة الاقتصاد والمالية فإن هذه الأرقام مكنت من الحفاظ على الاحتياطيات من العملة الصعبة في مستوى يعادل 5 أشهر ونصف من الواردات.
وأوضحت الوثيقة نفسها أن المداخيل الجبائية أيضا ارتفعت خلال الشهرين الأخيرين من العام الجاري، حيث وصلت في غشت 2024 إلى 194,9 مليار درهم عوض 174,5 مليار درهم في غشت 2023، بارتفاع بلغ 20,4 مليار درهم، أما في شتنبر الماضي فوصلت إلى 224,1 مليار درهم، عوض 200,2 مليار درهم في شتنبر 2023.
وأوضحت الوزارة أن "الدينامية الإيجابية" التي تعرفها المداخيل ستمكن من تقليص عجز الميزانية من 4,3 في المائة من الناتج الداخلي الخام سنة 2023، إلى 4 في المائة سنة 2024، مبرزة أن وكالة التصنيف الائتماني "ستاندارد آند بوز" أبقت على تقييم المغرب عند BB إيجابي بالنسبة للديون الطويلة والقصيرة الأجل بالعملة الأجنبية والمحلية.
الوثيقة ذاتها كشفت أن الأنشطة غير الفلاحية واصلت ديناميتها، إذ ارتفعت مبيعات الإسمنت بـ7,2 في المائة إلى حدود غشت 2024 مقارنة بغشت من سنة 2023، فيما سجلت حركة النقل الجوي 214 ملايين مسافر، بارتفاع بلغ 18,6 في المائة عند الفترة ذاتها، وزاد عدد السياح الوافدين بـ16 في المائة، ليصل إلى 11,8 في المائة خلال الأشهر الثمانية الأولى من العام الجاري.
لكن في المقابل سجلت الفلاحة أرقاما سلبيا بسبب توالي سنوات الجفاف، إذ سجل إنتاج الحبوب الثلاثة الرئيسية، القمح اللين والقمح الصلب والشعير، 31,2 مليون قنطار خلال الموسم الفلاحي 2023 – 2023، بتراجع بلغ 43 في المائة مقارنة بالموسم الفلاحي 2022 – 2023.