تزامنا مع زيارة لافروف للمنطقة.. رصد طائرة من الكرملين يؤكد تحول المغرب إلى نقطة استقبال للطائرات الروسية المتجهة إلى أمريكا اللاتينية

أصبح المغرب يلعب دورا استراتيجيا جديدا بالنسبة لروسيا في غمرة حربها مع أوكرانيا، إذ استطاعت موسكو أن توظف موقع الحياد الذي اختارته المملكة من أجل إنقاذ مساراتها الجوية نحو دول أمريكا اللاتينية وتفادي الإغلاق الجوي الذي فرضته ضدها دول الاتحاد الأوروبي، بما في ذلك الطائرات التابعة للكرملين، الأمر الذي رُصد مؤخرا من خلال طائرة Tupolev Tu-214.

ورُصدت الطائرة التابعة للرئاسة الروسية عبر تطبيقات تتبع المسارات الجوية، وهي تنزل بإحدى المطارات المغربية مؤخرا، تزامنا مع الرحلة التي كانت تقود وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إلى أمريكا الجنوبية والوسطى، في إطار جولة دبلوماسية قادته إلى البرازيل وفنزويلا ونيكاراغوا وكوبا، ولم يتحدث السلطات المغربية أو الخارجية الروسية بشكل رسمي عن هذا الأمر.

ومنذ شهر مارس من سنة 2022، وضعت روسيا قائمة بأسماء الدول "غير الصديقة"، والتي كان المغرب خارجها، وذلك على خلفية العقوبات التي فرضتها الدول الغربية على موسكو بسبب الحرب على أوكرانيا، والتي شملت إغلاق الاجواء الأوروبية أمام طائراتها، الأمر الذي تسبب لها في مشكلة على اعتبار أنها كانت تقف هناك قبل مواصلة مسارها نحو أمريكا اللاتينية.

وشرعت شركات الطيران الروسية المدنية في تغيير الوجهة إلى المطارات المغربية، الأمر الذي أرفقته موسكو بدعوة لمواطنيها لزيارة المغرب من أجل السياحة، حيث أورد كشف الممثل التجاري لروسيا في المغرب، أرتيم تسينامدزغفريشفيلي، أن المملكة تُعد بديلا مناسبا لدول الاتحاد الأوروبي ومؤهلة لأن تُصبحة وجهة رئيسية للسياح الروس.

واليوم الثلاثاء قال اتحاد منظمي الرحلات السياحية في روسيا، بأن موسكو والرباط استأنفتا حركة النقل الجوي وتم إطلاق رحلات مباشرة بين موسكو والدار البيضاء، وفق ما نقلته شبكة "روسيا اليوم"، حيث سيتم تسيير الرحلات على طريق موسكو انطلاقا من مطار دوموديدوفو نحو مطار الدار البيضاء، مرتين في الأسبوع، يومي الأربعاء والجمعة حتى نهاية موسم الصيف، وستكون فترة الطيران 6 ساعات و15 دقيقة.

ويأتي ذلك بعد أكثر من عام على توقف النشاط الجوي المباشر بين البلدين، ففي شهر مارس مارس من سنة 2022 علقت الخطوط الجوية الملكية المغربية الرحلات الجوية المباشرة إلى روسيا، وقبل ذلك، كانت الشركة قد علقت الرحلات إلى روسيا بسبب وباء "كوفيد 19"، إذ جرى تعليق الرحلات الجوية في مارس 2020، وتم استئنافها في بداية فبراير 2022، قبل أن تعلَّق مجددا بعد شهر من ذلك.

وفي مارس الماضي طالبت الوكالة الفيدرالية الروسية للنقل الجوي من شركات الطيران الروسية العمل على فتح خطوط جوية جديدة مع 11 بلدا من ضمنها المغرب، في خطوة تهدف إلى تجاوز الحظر الذي فرضته الدول الغربية، وخصوصا الاتحاد الأوروبي، على روسيا، ومنع طائراتها من التحليق والنزول في مطاراتها.

ووفق تقارير روسية فإن الشركات المتخصصة في النقل الجوي تلقت رسالة من الوكالة الفيدرالية تُطالبها بتقديم مقترحات لتطوير وزيادة الرحلات الجوية مع دول المغرب، وميانمار، وماليزيا، وجنوب أفريقيا، وتونس، وإثيوبيا، وبنغلاديش، وفيتنام، وإندونيسيا، وباكستان والمملكة العربية السعودية، باعتبارها جميعا تقع خارج تصنيف الدول غير الصديقة.