جبهة "البوليساريو" الانفصالية منزعجة من احتفال 3 أحزاب سياسية إسبانية قوية بعيد العرش المغربي
أعرب عدد من ممثلي جبهة "البوليساريو" واتباعها في اسبانيا، عن انزعاجهم من ظهور ممثلي 3 أحزاب سياسية إسبانية، هي الحزب الشعبي (PP)، وحزب العمال الاشتراكي (PSOE)، وحزب الائتلاف الكناري (CC)، وهم يحتفلون بمناسبة عيد العرش المغربي بالقنصلية المغربية في جزر الكناري.
وانتشر فيديو على نطاق واسع، لممثلين عن الأحزاب الإسبانية الثلاثة التي تُعتبر الأقوى في إسبانيا، وخصوصا في جزر الكناري، وهم يرقصون ويتبادولون الاحتفال مع فتيحة الكاموري القنصلة العامة للمغرب في الجزر، وهو ما اعتبره عدد من ممثلي "البوليساريو" بمثابة "تحالف" تلك الأحزاب مع المغرب ضد "القضية الصحراوية".
وتُعتبر جزر الكناري معقل لتواجد أعداد كبيرة من المنتمين لجبهة "البوليساريو" الانفصالية، ويتخذون من هذه الجزر منطلقا للدفاع عن الطرح الانفصالي، لكن في السنوات الأخيرة بدا تأثيرهم يشهد تراجعا كبيرا مقابل صعود صوت الوطنيين الصحراويين المغاربة الذين يدافعون على مغربية الصحراء.
وبالرغم من التنافس الشديد بين الحزب الشعبي وحزب العمال الاشتراكي في المشهد السياسي والانتخابي في إسبانيا، إلا أن الحزبين يتفقان على ضرورة أن تكون العلاقات دائما جيدة مع الجار المغربي، من اجل تجاوز العديد من الخلافات، وفي نفس الوقت توسيع مجالات التعاون.
وتُعتبر جزر الكناري من المناطق التي استفادت كثيرا في من التقارب الاسباني المغربي في الشهور الأخيرة، خاصة بعد الاتفاق على خارطة طريق جديدة بين البلدين في 1 و 2 فبرير الماضي، عندما احتضنت العاصمة المغربية الاجتماع رفيع المستوى بين حكومة بيدرو سانشيز وحكومة عزيز اخنوش.
وكان من نتائج هذه الخارطة الجديدة، زيادة التعاون المغربي الإسباني لمنع تدفقات المهاجرين السريين على الجزر انطلاقا من السواحل الجنوبية المغربية، إضافة إلى فتح باب الاستثمار امام شركات جزر الكناري داخل التراب المغربي، واطلاق خطوط جوية مباشرة بين الجزر وعدد من المدن المغربية.
وبخصوص مستقبل العلاقات المغربية الاسبانية في ظل عدم تشكيل حكومة جديدة، بسبب عدم تحقيق اي حزب لاغلبية مريحة، فإن اغلب التوقعات تشير إلى انه في النهاية سيتم تشكيل الحكومة سواء من طرف الحزب الشعبي المتصدر للانتخابات، او من طرف حزب العمال الاشتراكي، وكلاهما حزبان يرغبان في علاقات متميزه مع المغرب، وبالتالي فان مستقبل العلاقات بين الرباط والمدريد من المتوقع ان تكون في افضل الحالات لسنوات هامة قادمة.