جبهة البوليساريو تنتقد استثمار مجموعة إسبانية سياحية في الداخلة، والأخيرة تعتبر المنطقة أرضا مغربية

 جبهة البوليساريو تنتقد استثمار مجموعة إسبانية سياحية في الداخلة، والأخيرة تعتبر المنطقة أرضا مغربية
الصحيفة – محمد سعيد أرباط
الجمعة 2 فبراير 2024 - 18:17

انتقدت جبهة البوليساريو الانفصالية، مجموعة "سيناتور آند ريزورت" الإسبانية من الاستثمار في مشروع سياحي ضخم في مدينة الداخلة بالصحراء المغربية، بدعوى أن المنطقة "لازالت تخضع للاستعمار وليست تابعة للمملكة المغربية".

ووفق ما أوردته الصحافة الإسبانية نقلا عما تسميه البوليساريو بـ"ممثلها في إسبانيا"، عبد الله العربي، فإن الأخير وجه تحذيرا لرئيس المجموعة الإسبانية من المضي قدما في الاستثمار في الداخلة، مشيرا إلى أن الجبهة سترفع دعوى قضائية حول هذا المشروع، لكونه حسب تعبيره "يخرق القانون الدولي".

وكانت المجموعة قد أعلنت في بلاغ لها، إنه "ووفقا لاستراتيجيتها لعام 2024، تعلن مجموعة فنادق Senator & Resorts عن وجهة دولية جديدة ستكون حاضرة فيها. وعلى نحو أكثر تحديدا في المغرب، بمدينة الداخلة".

ويتعلق الأمر، وفق بالبلاغ، بمشروع سيحمل اسم "سيناتور بابلونيا"، يمثل "قفزة دولية في المغرب"، وهي مجرد بداية لاستراتيجية التوسع التي ترغب فنادق ومنتجعات سيناتور استكمالها خلال العام 2024، مشيرة إلى أن هذه الوحدة الفندقية الجديدة ستضم 50 غرفة في مرحلتها الأولية في مدينة الداخلة.

واعتبرت المجموعة الإسبانية أن هذا المشروع سيتم بناءه في مدينة الداخلة المغربية، وهو ما دفع بجبهة البوليساريو إلى التعبير عن "أسفها"، لكون أن المجموعة الإسبانية المذكورة تعتبر منطقة الداخلة أرضا مغربية وفق ما جاء في موقعها الرسمي.

وينضاف هذا المشروع إلى عدد من الاستثمارات الإسبانية في العديد من القطاعات، وأبرزها القطاع السياحي، في الصحراء المغربية، وهي استثمارات من المرتقب أن تزداد في ظل الموقف السياسي الإسباني الداعم لسيادة المغرب على الصحراء.

وكانت حكومة بيدرو سانشيز، قد أعلنت في مارس 2022 عن دعم مدريد لمقترح الحكم الذاتي لحل نزاع الصحراء تحت السيادة المغربية، ما وضع حدا لموقف الحياد الإسباني في هذه القضية، واعتُبر بمثابة اعتراف رسمي إسباني بسيادة المغرب على الصحراء.

واتفقت الحكومة الإسبانية ونظيرتها المغربية بعد ذلك خلال الاجتماع رفيع المستوى الذي انعقد بين 1 و 2 فبراير 2023، على زيادة الاستثمارات الثنائية بين البلدين، وتعزيز العلاقات التجارية، ويُرتقب أن يكون لجهة الصحرء المغربية نصيب من هذه الاستثمارات.

وتثير الاستثمارات الأجنبية في الصحراء المغربية غضب جبهة البوليساريو الانفصالية، حيث تعتبر ذلك اعترافا من هذه الأطراف بسيادة المغرب على الصحراء، وقد وجهت في الأيام الأخيرة اتهامات لشركات ألمانية معروفة دوليا بدعم ما وصفته بـ"الاحتلال المغربي للصحراء"، بسبب الاستثمارات التي تقوم بها هذه الشركات في الصحراء المغربية، كما تتهم دول في الاتحاد الأوروبي بالتواطؤ في هذا الأمر.

ووفق ما ذكرته تقارير إعلامية دولية، فإن ما تسميه الجبهة الانفصالية بنائب "ممثليها في ألمانيا"، محمد سيد البشير، اتهم شركات ألمانية مثل العملاقة "سيمنس" بدعم المغرب "لاستغلال خيرات الصحراء" حيث تزود سيمنس شركة "فوصوبوكراع" المغربية بـ90 بالمائة من احتياجاتها من الطاقة لاستخراج الفوسفاط من منجم بوكراع في الصحراء المغربية.

وحسب نفس المتحدث، فإن هذه الشركات الألمانية تعمل على "تحسين الصورة السياسية للمملكة المغربية"، مضيفا بأن دولا في الاتحاد الأوروبي، على رأسها فرنسا، تساهم في هذا الأمر أيضا بشكل متواطئ مع المغرب، مما يُعرقل إيجاد حل سياسي حسب تعبير المتحدث ذاته.

وتُحاول جبهة البوليساريو بين فترة وأخرى إلى محاولة الضغط على الشركات الأجنبية، وخاصة الاوروبية، من أجل عدم الاستثمار في الصحراء المغربية، بدعوى أن المغرب يستغل خيرات المنطقة، بالرغم من أن تقارير أوروبية سبق أن أكدت أن الصحراويين المغاربة المتواجدين في إقليم الصحراء هم الأكثر استفادة من خيرات الإقليم.

كما أن تقارير أوروبية عديدة أكدت وجود طفرة اقتصادية واجتماعية إيجابية في الصحراء المغربية، وأن سكان المدن الصحراوية مثل العيون والداخلة وباقي المناطق الأخرى، يحظون بامتيازات عديدية تساهم في الرفع من المستوى المعيشي للسكان.

تعليقات
جاري تحميل التعليقات

غصّة بنكيران

لا يُفوت رئيس الحكومة الأسبق، والأمين العام لحزب "العدالة والتنمية" الحالي، عبد الإله بنكيران، فرصة إلاّ ويرمي بكل التعب النفسي الذي مازال يحمله في دواخله منذ "البلوكاج الحكومي" الذي تلا ...

استطلاع رأي

من تُرشح ليكون أفضل لاعب مغاربي لسنة 2024؟

Loading...