جبهة "البوليساريو" تنظر لمنح واشنطن مركبات عسكرية للمغرب بمثابة دعم له في قضية الصحراء
لم تستسغ الأطراف الموالية لجبهة "البوليساريو" الانفصالية، قرار الولايات المتحدة الأمريكية منح المئات من المركبات العسكرية إلى المغرب، بدعوى أن هذه المنحة تأتي في وقت "الحرب" الدائرة بين ميليشيات الجبهة والقوات المغربية في الصحراء، ما يجعل هذه المنحة بمثابة دعم للمملكة المغربية في هذه "الحرب" من طرف واشنطن.
وتناقلت وسائل الإعلام التابعة لجبهة "البوليساريو" نبأ إعلان الولايات المتحدة الأمريكية منح 500 مركبة عسكرية للمغرب، في إطار برنامج "EDA" الذي تمنح بموجبه واشنطن الفائض من آلياتها العسكرية لفائدة الدول الحليفة، وقد وافقت الخارجية الأمريكية على هذه المنحة مباشرة بعد انتهاء تمارين الأسد الإفريقي التي احتضنها المغرب خلال الشهر الجاري.
وحسب مصادر متخصصة، فإن قيمة هذه المنحة العسكرية تصل إلى 10 ملايين دولار، وتُبرز أهمية التعاون العسكري الذي يجمع المغرب والولايات المتحدة الأمريكية، وتنضاف هذه المنحة إلى عدد من المنح السابقة لعدد من الآليات العسكرية التي قدمتها واشنطن للرباط.
وتعتقد جبهة "البوليساريو" أن هذه المنحة العسكرية سيستخدمها المغرب في مواجهة عناصرها في الصحراء، على غرار باقي الأسلحة التي يتوصل بها المغرب من طرف العديد من المزودين في العالم، وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية التي تُعتبر هي المزود الرئيسي للرباط بالأسلحة.
ويرتبط المغرب والولايات المتحدة بشراكة استراتيجية عسكرية تمتد إلى غاية 2030، حيث يسعى البلدان إلى تقوية تعاونهما العسكري وزيادة قدرات تدخلاتهما البينية، عن طريق تبادل الخبرات وإجراء التمارين العسكرية المشتركة، كالتمرين السنوي الأضخم في إفريقيا، الأسد الإفريقي، إضافة إلى تمارين سنوية أخرى متفرقة.
وستساهم هذه المركبات التي يبلغ عددها إلى 500 وحدة، في الرفع من القدرات العسكرية البرية للمغرب، كما يُمكن للقوات المسلحة الملكية المغربية استخدامها في الصحراء المغربية من أجل مواجهة التحرشات التي تقوم بها العناصر الانفصالية التابعة لجهبة "البوليساريو".
وتأتي هذه المنحة بعد صفقة هامة وافقت الولايات المتحدة الأمريكية عليها، وتتعلق بشراء المغرب ل18 قاذفة صواريخ M142 عالية الحركة من طراز (HIMARS) مع 40 من أنظمة الصواريخ التكتيكية للجيش (ATACMS)، و36 من أنظمة إطلاق صواريخ متعددة موجهة، و36 رأسا حربيا بديلا لأنظمة إطلاق الصواريخ المتعددة الموجهة (GMLRS)، وتسع مركبات متعددة الأغراض عالية القدرة على التنقل (HMMWV).
ويُعتبر نظام "هيمارس" من الأنظمة الدفاعية التي أثبتت نجاعتها في الحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا، حيث نجح الأوكرانيون بفضل هذا النظام، في إسقاط العديد من الآليات العسكرية. وقالت صحيفة "إلموندو" الإسبانية بأن منظومة "هيمارس" التي وافقت واشنطن لبيعها للمغرب هي أقوى في قدراتها من التي تم منحها لكييف لمواجهة القوات الروسية.
وأثارت هذه الموافقة من واشنطن بتزويد الرباط بهذه المنظومة الصاروخية، قلق الأوساط العسكرية والسياسية في إسبانيا، حيث اعتبر رئيس الوزراء الإسباني الأسبق، خوسي ماريا أثنار، بأن التحالف العسكري بين المغرب والولايات المتحدة يؤشر على تراجع تأثير مدريد لدى واشنطن، مُعتبرا أن أسباب هذا التراجع تعود إلى "الفوضى الداخلية" التي توجد عليها الحكومة الإسبانية، في انتقاد واضح لحكومة بيدرو سانشيز.