جبهة البوليساريو لا تُصدق الجزائر في لعبة "البلاغات الأحادية الجانب" بشأن قضية الصحراء المغربية
تجاهلت جبهة البوليساريو الانفصالية، للمرة الثانية، ما تنشره الجزائر في بلاغاتها الرسمية بشأن مناقشة الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون لقضية الصحراء مع زعماء دوليين، آخرهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وقبله الرئيس الصيني شي جينبينغ، مما يطرح علامات استفهام حول جدية تلك البلاغات.
ويتوافق صمت البوليساريو مع الشكوك التي تحوم حول مصداقية البلاغات التي أصدرتها الجزائر، سواء التي أعقبت الزيارة التي قام تبون إلى الصين في يوليوز الماضي، أو البلاغ الذي أعقب المباحثات التي أجراها الرئيس الجزائري مع أردوغان خلال زيارة الأخير للجزائر في الأيام القليلة الماضية.
وكانت الجزائر قد أعلنت في بلاغ مشترك خلال زيارة تبون إلى الصين، بأن بكين والجزائر تدعوان إلى "تنفيذ القرارات الأممية في قضية الصحراء ومنح الشعب الصحراوي الحق في تقرير مصيره"، في حين أن البلاغ الذي نشرته الصين لم يشر بأي كلمة لقضية الصحراء، واكتفى بالإشادة بدور الجزائر في القضية الفلسطينية، وهو ما أثار جدلا حينها حول مصداقية البلاغ الجزائري.
كما أن الجزائر أعلنت في الأيام الماضية، بأن تبون ناقش قضية الصحراء مع الرئيس التركي، ونقلت الصحافة الجزائرية عنه قوله "سجلنا توافقا في وجهات النظر بين الجزائر وتركيا حول ملفات دولية على غرار مالي والنيجر والصحراء الغربية"، في حين لم يتم ذكر قضية الصحراء فيما نشرته وسائل الإعلام التركية الرسمية حول تلك الزيارة.
ويعتقد ملاحظون أن الجزائر تمارس لعبة "البلاغات الأحادية الجانب" بشأن قضية الصحراء، حيث تنشر وجهة نظرها لإيهام الجميع بأن الأطراف الأخرى تشاركها تلك الرؤية، بينما الواقع قد يكون مجرد مناقشة أو ذكر للقضية من طرف واحد، ولا سيما في حالتي الصين وتركيا اللتان تتخذان مواقف أقرب لدعم المغرب من دعم أطروحات الانفصال، بالنظر إلى كونهما معا يعانيان من مطالب انفصالية داخلية.
كما يشير عدم تفاعل البوليساريو مع ما تنشره الجزائر بشأن قضية الصحراء في بعض لقاءات تبون مع زعماء دوليين، بأن الجبهة تشكك في مصداقية تلك البلاغات التي تعقب المحادثات، خاصة وأنها سبقت أن تفاعلت على نطاق واسع في حالات أخرى، مثل الزيارة التي كان قد قام بها الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو إلى الجزائر العام الماضي، وأعرب عن دعمه للأطروحة الانفصالية بشكل صريح.
ويرى كثيرون أنه بالرغم من أن الجزائر دائما ما تحشر قضية الصحراء إلى جانب القضية الفلسطينية، إلا أنها لم تنجح في جعل القضيتين في ميزان واحد، في إشارة واضحة على عدم اقتناع أطراف واسعة من المجتمع الدولي بالمساواة بين عدالة القضية الفلسطينية، وقضية أخرى مُفبركة من طرف الجزائر وجبهة البوليساريو.