حادث جديد لـ Boeing 737 Max يدفع شركات أمريكية لتوقيف طائراتها من هذا الطراز.. و"لارام" التي تشغل طائرتين ترفض التعليق أو تطمين زبائنها
ما يزال الغموض والتوجس سيّد الموقف، بشأن مصير طائرتي "بوينغ 737 ماكس" المملوكتين للخطوط الملكية المغربية، واللتين لا تزالا قيد الخدمة على الرغم من اكتشاف الشركة الأمريكية المصنعة، خطأ في نظام الدفة وتنبيهها لعملائها بضرورة إخراج الطائرات المعنية من الخدمة إلى حين فحصها، وذلك تفاديا لحدوث كارثة جوية تكون نتائجها أسوأ من الواقعة المرعبة التي شهدتها سماء بورتلاند بولاية أوريغون أمس الجمعة.
واضطرت طائرة "بوينغ ماكس 737" التي تشغلها شركة "ألاسكا إيرلاينز" ، إلى الهبوط اضطرارياً في مطار بورتلاند الدولي عقب انفجار نافذة وجزء من جسمها بعدما كانت متجهة ضمن الرحلة رقم 1282 الي تقل 171 راكباً وطاقماً من 6 أفراد من بورتلاند إلى أونتاريو في كاليفورنيا.
وفي وقت أعلن المجلس الوطني لسلامة النقل وإدارة الطيران الفيدرالية أنهما يحققان في الواقعة، سحبت شركة "يونايتد إيرلاينز هولدينغز" التي تُعد أكبر عميل لـ "بورينغ" لخمس طائرات حديثة الصنع من طراز "737 ماكس 9" (737- 9 Max ) مؤقتاً من الخدمة لإجراء عمليات فحص طارئة، وذلك بتوجيه من شركة "بوينغ"، وفق ما كشفه شخص مطلع على القرار، طلب عدم الكشف عن هويته أثناء مناقشة مداولات خاصة لصحيفة "بلومبيرغ".
وأشارت الصحيفة، إلى أن شركة الطيران، المالكة لـ 78 طائرة "737 ماكس 9" في الخدمة، رفضت من جانبها التعليق على الموضوع، فيما أحال متحدث باسم "بوينغ" الأمر إلى "يونايتد" للتعليق، كما لم تسفر هذه الخطوة عن أي إلغاءات إضافية لشركة الطيران التي يقع مقرها في شيكاغو، والتي تتعامل أيضاً مع عاصفة شتوية في شمال شرق الولايات المتحدة.
ويأتي الحادث بينما تعمل "بوينغ" على إعادة بناء الثقة في الطائرة "737 ماكس"، وذلك عقب أشهر قليلة على توجيهها لتنبيه إلى شركات الطيران بما فيهم الخطوط الملكية المغربية، من أجل فحص جميع طائراتها من طراز 737 ماكس، بحثا عن مسمار مفكوك محتمل في نظام الدفة، وذلك بعد أن اكتشفت إحدى شركات الطيران مشكلة محتملة في جزء رئيسي في طائرتين.
وقالت "بوينغ" حينها إن شركة طيران دولية، لم تذكر اسمها، عثرت على مسمار به صامولة مفقودة في آلية ربط التحكم في الدفة، أثناء إجراء الصيانة الروتينية، وعثرت على مسمار مماثل لم يتم ربطه بشكل صحيح في طائرة لم تُسلم بعد، علما أن دفة الطائرة جزء أساسي منها، إذ تستخدم للتحكم فيها وتحقيق استقرارها أثناء الطيران.
وحاولت "الصحيفة"، من جانبها التواصل مع كل من المدير العام للخطوط الملكية المغربية، حميد عدو، إلى جانب مدير التواصل في الخطوط الملكية المغربية، حكيم شالوط، لاستفسارهم حول مصير طائرتي "بوينغ 737 ماكس" المملوكتين للشركة المغربية واللتين عادتا للتشغيل منذ سنتين ونصف، ومدى امتثال "لارام" للتنبيه الذي وجّهته "بوينغ" في وقت سابق لعملائها والناقل الوطني واحد منهم بخصوص المسمار المفقود في آلية ربط التحكم في الدفة، بيد أنه لم تنجح كل المحاولات المتكررة لـ "الصحيفة" لربط الاتصال بالمسؤولين على رأس الناقل الوطني.
ولم تكتفي "الصحيفة"، بالاتصالات المباشرة بالمعنيين، مدير "لارام" والمسؤول الأول على العلاقات مع الصحافة، بل راسلت كتابيا هذا الأخير وأوضحت سبب الاتصال وعلاقته بالحادث الأخير الذي شهدته سماء الولايات المتحدة الأمريكية، بيد أنه لم تتوصل إلى حدود كتابة هاته الأسطر بأي رد، أو جواب على أسئلتها.
ولا يُعد الحادث المذكور، الأول من نوعه ففي 29 أكتوبر 2018، سقطت طائرة من طراز "بوينغ 737 ماكس" التابعة للخطوط الجوية الأندونيسية (ليون) وتحطمت، وكان على متنها 189 راكبا قُتلوا جميعا، كما أنه وبعد خمسة أشهر من وقوع هذا الحادث، تحطمت طائرة أخرى من نفس الطراز (بوينغ 737 ماكس) تابعة للخطوط الجوية الأثيوبية في العاشر من مارس 2019، ومات كل من كانوا على متنها، وعددهم 157 مسافرا.
وعلى الرغم من الحادثين القاتلين، لم توقف "بوينغ" رحلات طائراتها في العالم من نوع "بوينغ 737 ماكس"، لكنها وجّهت التنبيه المذكور لعمالها من الناقلات الدولية، ووعدت بأنها تراجع تقنيات السلامة تفاديا لحدوث كوارث جوية جديدة، وبطبيعة الحال لكي لا تتكبّد خسائر مالية ضخمة بحيث واصلت أيضا وبالموازاة مع ما سبق بيع الآلاف من هذا الطراز لعدد من عملائها حول العالم.
ومن المهم الإشارة، إلى أن الناقل الوطني الخطوط الملكية الجوية، قد أوقفت العمل بهذا الطراز في 2019 وإلى غاية منتصف 2021، من أجل استكمال جميع مراجعات السلامة التي قامت بها الشركة الأمريكية المصنعة، ولم تعدها إلى الخدمة إلا بعد أن حصلت على جميع ضمانات السلامة التقنية من "بوينغ"، والتي أخضعت هذا النوع إلى عدة تعديلات لتفادي الكوارث الجوية وضمان سلامة الركاب.
وسبق للخطوط الملكية المغربية أن ألغت ثلاث طلبيات لاقتناء طائرات جديدة من الطراز المذكور، وذلك بعد وجود مشاكل تقنية، وقررت وقف العمل بالمتوفر منها إثر كارثتي سقوط طائرة الخطوط الإندونيسية سنة 2018 ثم الخطوط الإثيوبية سنة 2019، واللتان تسببتا في مقتل 346 راكبا.