خاص ــ لتراكم الأخطاء الدبلوماسية.. المغرب ينهي مَهام سفيره في الإمارات
لن يعود محمد آيت أوعلي أبدا إلى منصبه سفيرا للمغرب بدولة الإمارات العربية المتحدة. هذه هي الخلاصة التي أكدتها مصادر دبلوماسية لـ"الصحيفة"بعد أن امتد غياب آيت أوعلي عن سفارته في أبوظبي لأكثر من ثلاثة أشهر.
وتم استدعاء السفير المغربي قبل بداية جائحة كورونا بأسابيع فيما بدا أنه حلقة جديدة من حلقات التوتر الدبلوماسي بين المغرب والإمارات، غير أن مصادر "الصحيفة" أكدت أن للأمر جوانب أخرى، فالرباط قررت إعفاء آيت أوعلي من مهامه بشكل نهائي بسبب "استنفاذ" كل ما لديه كدبلوماسي بقي سفيرا لسنوات طويلة على رأس سفارة المملكة في أبوظبي.
وراكم آيت أوعلي الكثير من الأخطاء في الأعراف الديبلوماسية تسببت في إحراج كبير للمملكة، كما هو حال قضية تشغيل سيدتين بإقامته في المطبخ والأعمال المنزلية براتب واحد كان يتم تقسيمه بينهما، حسب ما سبق لموقع "الصحيفة" أن نشر في تحقيق شهر يونيو من السنة الماضية (2019).
مصادر ديبلوماسية مغربية أكدت أن مهام آيت أوعلي على رأس سفارة المملكة في أبوظبي قد "انتهت" موردا أن سبب عدم تعيين سفير جديد إلى الآن هو أن الأمر يتطلب عادة بعض الوقت لأنه يمر بمساطر حكومية ودبلوماسية، مضيفا أن الرباط "عازمة على تسمية سفير جديد لها بالإمارات وفق الشروط والأعراف المعمول بها".
وتابع مصدر "الصحيفة" أن تعيين سفير مغربي جديد لدى أبو ظبي "يبقى مسألة وقت فقط"، مضيفا أن "الأسابيع القليلة القادمة ستشهد تقديم أوراق اعتماد سفير جديد هناك، لكن بعد تهيئة الظروف المناسبة لذلك وفي إطار الإجراءات الدبلوماسية العادية"، وهو ما يعني اقتراب انتهاء الوضع الحالي الذي يعرف إشراف "دبلوماسي قائم بالأعمال" على شؤون السفارة المغربية بالإمارات.
وتؤكد هذه المعطيات ما سبق لـ"الصحيفة" أن نشرته في مارس الماضي، عقب سحب الإمارات للقائم بأعمال سفارتها بالرباط، حيث أكدت مصادر دبلوماسية أن الرباط وأبوظبي اتفقا على "تغيير دبلوماسي شامل بين بلديهما، وذلك خلال الزيارة غير الرسمية لولي عهد أبوظبي، محمد بن زايد إلى المغرب، ولقائه بالملك محمد السادس شهر يناير الماضي، بإقامته الخاصة في الرباط.
وأشارت المصادر ذاتها إلى أن استدعاء أبو ظبي حينها للقائم بأعمال السفارة، سعيد الكتبي، والذي كان المرشح الأول لتولي منصب السفير الذي ظل خاليا منذ أبريل من عام 2019، سببه "الأخطاء التي ارتكبها خلال هذه الفترة والتي أساءت للعلاقات بين البلدين"، وهو ما يعني أن مصيره مشابه لمصير محمد آيت أوعلي، السفير المغربي بالإمارات.
وكان السفير المغربي الذي عمَّر طويلا في السفارة المغربية بأبو ظبي وتحديدا منذ بداية سنة 2012، قد تورط العام الماضي في فضيحة من العيار الثقيل حين كشفت موظفة بالسفارة حاصلة على جواز السفر الدبلوماسي، وتعمل طباخة هناك، أنها تضطر لتقاسم راتبها المحدد في عقد العمل مع سيدة أخرى تعمل خادمة بإقامة السفير، وهو الأمر الذي اتهمت آيت أوعلي شخصيا بالتورط فيه.
وشهدت العلاقات المغربية الإماراتية توترا غير مسبوق منذ سنة 2017، عقب الأزمة الخليجية التي فضلت الرباط مع بدايتها عدم الانحياز لأي من أطرافها وعرض وساطتها الدبلوماسية لحلها، وهي الأزمة التي برزت بشكل قوي عبر وسائل الإعلام في الوقت الذي فضل فيه مسؤولو البلدين الصمت حول تفاصيلها وتفاعلاتها.