دراسة دولية تشير إلى ارتفاع متواصل لنسبة المسلمين في أوروبا.. والإخفاقات الأخيرة لأحزاب اليمين ستُساهم في ذلك

تنفس المهاجرون والأجانب في عدد من البلدان الأوروبية الصعداء في الفترة الأخيرة، بعدما أخفقت أحزاب اليمين المتطرف في الوصول إلى السلطة، بالرغم من تنامي شعبيتها في بلدان عديدة كفرنسا وهولندا، مما يُجنب أوروبا قرارات "متشددة" كان من شأنها أن تكون ضارة بالمهاجرين والأجانب من ديانات وعرقيات مختلفة.

ويُعتبر المسلمون من أكثر الجاليات التي كانت ستكون معنية بقرارات التضييق على حرياتهم الدينية في حالة وصول اليمينيين إلى السلطة في أوروبا. كما أن ارتفاع أعداد المسلمين في القارة العجوز كان سيعرف تراجعًا في وتيرة الصعود التي تشهدها منذ سنوات، بسبب الهجرات الجماعية من دول مسلمة تعيش توترات وحروب، وعلى رأسها سوريا واليمن والسودان.

وأعادت إخفاقات اليمين المتطرف الأوروبي في السيطرة على زمام الأمور السياسية، دراسة دولية إلى الواجهة، كان قد أعدها مركز بيو للأبحاث "Pew Research Center" حول تنامي أعداد المسلمين في البلدان الأوروبية، والتي توقع فيها ارتفاع أعداد المسلمين عبر 3 سيناريوهات من 2016 إلى 2050.

وأشارت الدراسة إلى أن عدد المسلمين في أوروبا بلغ أكثر من 25 مليون شخص في سنة 2016، يتواجد أغلبهم في فرنسا بأكثر من 5 ملايين و700 ألف، ثم ألمانيا بأكثر من 4 ملايين و900 ألف، والمملكة المتحدة في المرتبة الثالثة بـ4 ملايين و130 ألف شخص، فيما تتوزع باقي الأعداد الأخرى ما بين 3 ملايين ومليون في كل من إيطاليا وهولندا وإسبانيا.

وحسب هذه الدراسة، فإن أعداد المسلمين في أوروبا ستشهد ارتفاعًا متواصلًا، حتى لو تم إيقاف توافد المسلمين إلى أوروبا بجميع الأشكال، سواء عبر الهجرة أو اللجوء، مشيرة إلى أنه في هذا السيناريو، فإن عدد المسلمين سيصل في سنة 2050 إلى أكثر من 35 مليون نسمة، بفضل المواليد من المسلمين المتواجدين حاليًا في أوروبا.

وفي هذا السياق، تشير الدراسة إلى أن فرنسا في هذا السيناريو ستستمر في صدارة الدول الأوروبية التي يتواجد بها أكبر عدد من الجالية المسلمة، بأكثر من 8 ملايين شخص، ثم المملكة المتحدة بأكثر من 6 ملايين شخص، ثم ألمانيا بحوالي 6 ملايين شخص.

أما في سيناريو الهجرة المتوسط، أي تدفقات متوسطة للمهاجرين وطالبي اللجوء من الدول المسلمة نحو أوروبا، فإن الدراسة تشير إلى أن أعداد المسلمين في أوروبا ستصل إلى أكثر من 57 مليون في سنة 2050، وستتصدر بريطانيا بأكثر من 13 مليون مسلم، ثم فرنسا بأكثر من 12 مليون، وألمانيا ثالثة بأكثر من 8 ملايين شخص مسلم.

وفي السيناريو الثالث المتعلق بهجرة مرتفعة، أي بتوافد أعداد كبيرة من المهاجرين المسلمين إلى أوروبا، فإن الدراسة تتوقع أن يصل عدد المسلمين حسب هذا السيناريو إلى أكثر من 75 مليون شخص في 2050، وستتصدر ألمانيا في هذا السيناريو بأكثر من 17 مليون من المسلمين، ثم بريطانيا بأكثر من 13 مليون، وهو نفس الأمر بالنسبة لفرنسا.

هذا وفي ظل فشل أحزاب اليمين في الوصول إلى السلطة في عدد من الدول، وعلى رأسها فرنسا، وبريطانيا، إضافة إلى فشل خيرت فيلدرز اليميني المتطرف في ترؤس رئاسة الوزراء في هولندا، فإن السيناريو المحتمل هو استمرار ارتفاع أعداد المسلمين في القارة العجوز، إما عبر هجرات متوسطة أو عبر هجرات مرتفعة، مما يُرجح أن يكون، حسب الدراسة المذكورة، عدد المسلمين في أوروبا في أفق 2050 يتراوح ما بين 57 مليون و75 مليون نسمة.