دعا لمنع التدخلات الخارجية.. المغرب يبدي استعداده لدعم السودان في مواجهة الأزمة ويشيد بالوساطة السعودية الأمريكية
أعلن المغرب اليوم السبت، أمام الاتحاد الإفريقي، استعداده لتقديم المساعدة للسودان لتجاوز الأزمة المسلحة حاليا بين الجيش وقوات الدعم السريع، معربا عن مساندته للوساطة الأمريكية السعودية، لكنه شدد على ضرورة أن يكون الحل سودانيا خالصا بعيدا عن أي تأثير خارجي، داعيا، على لسان وزير الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين في الخارج، ناصر بوريطة، لمنع أي تدخل أجنبي.
وأكد بوريطة، اليوم السبت، أن المملكة المغربية بقيادة الملك محمـد السادس تُعبر عن تضامنها الكامل مع السودان في هذه الظروف الصعبة، وتظل على استعداد لتقديم كل الدعم اللازم والممكن لمساعدته على تجاوز الأزمة، وذلك خلال مشاركته عبر تقنية المناظرة المرئية في اجتماع لمجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقي على مستوى رؤساء الدول والحكومات حول الوضع في السودان.
وأورد وزير الخارجية أن المغرب، الذي تربطه بجمهورية السودان علاقات أخوية راسخة، يثق في قدرة وحكمة الشعب السوداني، على اختلاف أطيافه، على التوصل إلى التوافقات الضرورية الكفيلة بتعزيز أسس مسار سياسي، يمكنهم من صون أمن بلدهم واستقراره، ويتجاوب مع احتياجاتهم التنموية، مشددا على أن أولى مفاتيح الحل السياسي، في نظر المغرب، تكمن في إرساء ثقة متبادلة بين الأشقاء والدخول في حوار بناء للوصول إلى سلام مستدام ينعم فيه الشعب السوداني بالأمن والاستقرار والرخاء.
وأضاف بوريطة أن المملكة المغربية تعرب في هذا الصدد عن ارتياحها للخطوات البناءة التي اتخذها طرفا النزاع في اجتماعات جدة بوساطة سعودية وأمريكية، لتيسير وصول المساعدات الإغاثية للشعب السوداني، وكذا لاتفاق الهدنة بتاريخ 20 ماي 2023، مع إرساء آلية دولية لمراقبة احترامه، والذي نأمل في أن يسمح للمدنيين بالحركة ووصول المساعدات إليهم".
وأورد الوزير أن قرار وقف إطلاق النار يشكل خطوة إيجابية وجيدة يجب تعزيزه للبناء عليه، مبرزا أنه يتعين تكثيف وتنسيق الجهد الدبلوماسي الذي تضطلع به الدول الشقيقة والصديقة والمنظمات الدولية والجهوية المنخرطة في دعم الاستقرار في السودان لتعزيز إجراءات بناء الثقة وحماية مقدرات الشعب السوداني، مبرزا أنه من هذا المنطلق، قد يكون من المناسب دراسة إمكانية إيفاد بعثة لمجلس السلم والأمن إلى السودان في أقرب الآجال للتباحث مع الأطراف السودانية حول سبل الخروج من هذه الأزمة.
وأشار بريطة إلى أن اجتماع اليوم لمجلس السلم والأمن التابع الاتحاد الإفريقي، هو رسالة أمل إلى الشعب السوداني تفيد بأن الاتحاد الإفريقي، الذي كان منخرطا عبر الآلية الثلاثية، المكونة من الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي و"الإيغاد"، في البحث عن تسوية شاملة ومرضية للأزمة السودانية منذ بدايتها، سيواصل مساعيه بنفس العزيمة والإصرار لجعل السلام في السودان واقعا معاشا.
وبخصوص المخطط الاستعجالي لخفض تصعيد الأزمة الحالية بالسودان والذي يندرج في إطار تنفيذ الفقرة العاشرة من إعلان الاجتماع الوزاري الاستثنائي حول السودان، المنعقد في 20 أبريل الماضي، أوضح بوريطة أن المغرب يعتبره أرضية لحلحلة الأزمة، مع الأخذ بعين الاعتبار القيمة المضافة لمبادرة المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية والنتائج الإيجابية التي تمخضت عن مسلسل جدة ومجهودات الآلية الثلاثية، مع تثمين التكامل المرجو بين كل هذه المبادرات.
وأكد الوزير أن المغرب يدعو إلى احتواء هذه الأزمة في إطارها الوطني السوداني- السوداني، ومنع التدخلات الخارجية في شؤون أبناء البلد الواحد لمنع تأجيج الصراع وتهديد السلم والأمن الإقليميين، مجددا التأكيد على أن المرحلة الحالية تتطلب أيضا تظافر الجهود لمواكبة السودان ومساعدته على الوصول إلى الحل السياسي المنشود الذي من شأنه إخراجه من أزمته الحالية، واسترجاع دوره الفاعل على المستوى الإقليمي والجهوي.
وخلص بوريطة إلى الإعراب عن أسفه للخسائر البشرية والأضرار المادية الناجمة عن المواجهات، داعيا إلى تكثيف المساعي والجهود لدعم عملية السلام في السودان وصون وحدته الترابية وسيادته الوطنية، تعزيزا لأمن واستقرار المنطقة.