دعم المغرب لمقترح بايدن لإنهاء الحرب في غزة.. الرباط ترد على نتنياهو بـ"رسالة مشفرة"
أعلن المغرب بعد مرور يومين، عن دعمه لمقترح الرئيس الأمريكي، جو بايدن، لإنهاء الحرب في قطاع غزة، مؤكدا على أهمية هذا المقترح الذي يهدف "إلى تشجيع إقرار وقف دائم لإطلاق النار في غزة، وولوج المساعدات الإنسانية، وحماية المدنيين، وعودة النازحين، وكذا إعادة إعمار المناطق المدمرة"، حسب ما جاء في بلاغ للخارجية المغربية.
وأضاف بلاغ الخارجية المغربية أن "المملكة المغربية تأمل في أن تنخرط مختلف الأطراف المعنية في هذه المبادرة وتلتزم بتنفيذ مختلف مراحلها"، في إشارة إلى كل من إسرائيل، وحركة المقاومة الفلسطينية "حماس"، مشيرة إلى أن "المغرب يظل مؤمنا بأن إقرار سلام دائم في الشرق الأوسط يمر حتما عبر حل الدولتين، دولة فلسطينية، على حدود يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، تعيش جنبا إلى جنب مع دولة إسرائيلية."
وحسب تقارير إعلامية دولية، فإن مقترح بايدن يرتكز على 3 مراحل، الأولى تستمر ستة أسابيع، يجري فيها إيقاف شامل لإطلاق النار، مع انسحاب القوات الإسرائيلية من كافة المناطق المأهولة في قطاع غزة وعودة الفلسطنيين إلى مناطقهم، ودخول المساعدات الإنسانية، مقابل إطلاق حركة "حماس" سراح عدد من المحتجزين الإسرائيليين لديها، في حين تُفرج إسرائيل عن مئات الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية.
وبخصوص المرحلة الثانية، فسيتم الإفراج عن كافة المحتجزين الأحياء المتبقين لدى حركة "حماس"، وانسحاب القوات الإسرائيلية من غزة، مع تحول وقف إطلاق النار المؤقت إلى "وقف دائم للأعمال العدائية"، في حال أوفى الطرفان بالتزاماتهما. أما في المرحلة الثالثة حسب مقترح بايدن، فإنها من المفترض أن تشهد إعادة إعمار قطاع غزة، وفي الوقت نفسه إعادة رفات من تبقى من المحتجزين الإسرائيليين، الذين قتلوا.
المغرب يعتبر أن هذه المراحل المقترحة من طرف الرئيس الأمريكي، جو بايدن، ذات أهمية، داعيا الأطراف المعنية في حرب غزة، أي إسرائيل، وحركة "حماس"، إلى الموافقة عليها، باعتبارها أولى خطوات تحقيق السلام في منطقة الشرق الأوسط.
لكن، وفق الصحف الإسرائيلية، فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، ووزراء اليمين المتطرف في حكومته، أعربوا بطريقة غير مباشرة عن رفضهم لهذه المقترحات التي تقدم بها الرئيس الأمريكي، وقالت ذات المصادر، إن جو بايدن يعلم أنها لن تحظى برضا جل القادة الإسرائيليين، وعلى رأسهم نتنياهو الذي له علاقة متوترة مع بايدن.
كما أشارت تقارير دولية في هذا السياق، إلى أن الرئيس الأمريكي تقدم بهذا المقترح لإنهاء الحرب في غزة، متخطيا رئيس الوزراء الإسرائيلي، وبدون الرجوع إلى القيادة الإسرائيلية، من أجل وضعها أمام الأمر الواقع، وأمام المنتظم الدولي.
ويُعتبر دعم المغرب لمقترحات بايدن، هي بمثابة "رسالة مشفرة" مفادها رفض الرباط للسياسة المتطرفة التي ينهجها نتنياهو في حربه على قطاع غزة، خاصة أن المغرب سبق أن حذر قبل اندلاع المواجهات في 7 أكتوبر الماضي، من التطرف الذي تنهجه حكومة نتنياهو اليمينية ضد الفلسطينيين، وحذر بأن تلك السياسة ستؤدي إلى تفجر الأوضاع، وهو ما حدث بالفعل بعد ذلك.