دفع قطر أموالا لمستشاري نتنياهو لإبراز دورها في وساطة حرب غزة على حساب مصر.. هل تعيد "قطر غيت" التوتر بين الدوحة والقاهرة من جديد؟

 دفع قطر أموالا لمستشاري نتنياهو لإبراز دورها في وساطة حرب غزة على حساب مصر.. هل تعيد "قطر غيت" التوتر بين الدوحة والقاهرة من جديد؟
الصحيفة من الرباط
الخميس 3 أبريل 2025 - 22:18

تتصاعد تداعيات فضيحة ما يُعرف بـ"قطر غيت" التي هزّت الأوساط السياسية والإعلامية في إسرائيل، بعد الكشف عن تورط اثنين من المقربين لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في تلقي أموال من قطر للترويج لدورها كوسيط أساسي في الحرب على غزة، مقابل تحجيم وتقليل دور مصر في هذه القضية.

ووفقا لما أوردته الـ"CNN" الأمريكية، فإن السلطات الإسرائيلية أوقفت المستشار الإعلامي لنتنياهو، يوناتان أوريخ، والمساعد السابق إيلي فيلدشتاين، في إطار تحقيق حول شبهات تلقيهما رشاوى من قطر دور قطر في الوساطة في حرب غزة، وقد أمر القاضي بمتابعتهما في حالة اعتقال.

وأضافت الـ"سي إن إن" أن القاضي الذي أمر بإيداع المشتبه فيهما في الحبس الاحتياطي لمدة 3 أيام، صرح بأن مراجعة المواد السرية المقدمة أظهرت وجود اشتباه يتعلق بقيام شركة أمريكية تدعى "Third Circle Inc" لها علاقات بقطر، بالتواصل مع أحد المشتبه بهما لنشر رسائل سلبية عن مصر والتقليل من دورها في جهود الوساطة للإفراج عن جميع الأسرى المحتجزين منذ 7 أكتوبر والتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار.

ووفق المصدر ذاته، تكشف التحقيقات أن المشتبه بهما عملا على توجيه التغطية الإعلامية بما يخدم مصالح قطر، من خلال دفع الصحافيين لكتابة مقالات إيجابية عن الدوحة، مقابل التقليل من دور القاهرة، كما شملت الجهود ترتيب زيارات صحافيين إسرائيليين إلى قطر لتعزيز صورتها، من بينهم رئيس تحرير صحيفة "جيروزاليم بوست"، زفيكا كلاين، الذي خضع أيضا للاستجواب.

وحسب "فرانس 24"، فإن هذه ليست المرة الأولى التي تترد مزاعم بشأن وجود علاقات بين قطر ومسؤولين إسرائيليين، بالرغم من عدم وجود علاقات دبلوماسية مباشرة، حيث كشف تقارير إعلامية إسرائيلية أن قطر تعاقدت مع شركة الاستشارات تدعى "Perception"، التي يُعتبر أحد المشبه فيهما، وهو أوريخ يوناتان شريكا فيها، من أجل تحسين صورة قطر قبل كأس العالم 2022.

كما أشار المصدر نفسه، إلى أنه في الشهر الماضي، أظهر تحقيق أجرته القناة 12 الإسرائيلية أن فيلدشتاين (المشتبه فيه الثاني) كان يتلقى راتبا من جاي فوتليك، رئيس شركة "Third Circle Inc" الأمريكية التي تشتغل كلوبي يخدم مصال قطر.

ورغم محاولات نتنياهو التقليل من شأن التحقيقات الجارية، واصفا إياه بـ"المطاردة السياسية"، إلا أن القضية، حسب التقارير الإعلامية الدولية، تتجه نحو مزيد من التعقيد، مع اتساع دائرة المشتبه بهم ووجود أدلة على ارتباط المستشارين المتهمين بقطر، وتوجيه المعارضة الإسرائيلية اتهامات لنتنياهو بالضلوع في "إساءة استخدام السلطة" من خلال السماح لأقرب مستشاريه بتلقي أموال خارجية للتأثير على السياسة الإسرائيلية.

وتأتي هذه "الفضيحة" في وقت تلعب فيه القاهرة دورا مركزيا في المفاوضات المتعلقة بحرب غزة، حيث تدير قنوات اتصال مباشرة مع إسرائيل وحماس والولايات المتحدة، إلى جانب الدور القطري في القضية. غير أن هذه التسريبات بشأن محاولات الدوحة تقزيم دور مصر قد يكون له تداعيات سلبية على العلاقات الثنائية بين البلدين.

ولطالما شهدت العلاقات المصرية القطرية توترات متكررة، أبرزها الأزمة التي اندلعت بعد إطاحة الجيش المصري بالرئيس الأسبق محمد مرسي عام 2013، حيث اتهمت القاهرة الدوحة بدعم جماعة الإخوان المسلمين وزعزعة الاستقرار الداخلي، قبل أن تتفاقم الأزمة بين البلدين في 2017 عندما شاركت مصر في مقاطعة قطر إلى جانب السعودية والإمارات والبحرين. غير أن العلاقات بدأت تعود تدريجيا إلى طبيعتها بين البلدين بعد اتفاق العلا في 2021.

في ظل هذه التطورات، أعادت العديد من التقارير الإعلامية تساؤلات حول ما إذا كانت "قطرغيت" ستعيد التوتر بين القاهرة والدوحة، خاصة أن مصر تنظر بعين الريبة إلى أي تحركات قد تؤثر على نفوذها الإقليمي ودورها في المنطقة.

تعليقات
جاري تحميل التعليقات

مَعاركنا الوهمية

من يُلقي نظرة على ما يُنتجه المغاربة من محتوى على مواقع التواصل الاجتماعي، يمكنه أن يخلص إلى قناعة ترتقي إلى مستوى الإيمان، بأن جزءًا كبير من هذا الشعب غارق في ...

استطلاع رأي

بعد 15 شهرا من الحرب على غزة أدت إلى مقتل 46 ألفاً و913 شخصا، وإصابة 110 آلاف و750 من الفلسطينيين مع دمار شامل للقطاع.. هل تعتقد:

Loading...