رئيس لجنة القوات المسلحة في الكونغرس يقود وفدا للقاء لوديي بالرباط.. و"الأسد الإفريقي" ومغربية الصحراء ضمن المباحثات
أياما قليلة بعد موافقة الكونغرس الأمريكي على صفقة أسلحة لفائدة المغرب بقيمة 250 مليون دولار، وصل إلى المملكة وفد من المؤسسة التشريعية الأمريكية يقوده رئيس لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب، مايك روجرز، حيث التقى الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بإدارة الدفاع الوطني، عبد اللطيف لوديي، اليوم الأربعاء، بمقر الإدارة بالرباط، الأمر الذي كان فرصة للتأكيد على استمرار الاعتراف مغربية الصحراء ومواصلة خطة التصنيع العسكري المغربية.
وبدا واضحا من خلال ما رشح عن هذه الزيارة بأن المغرب والولايات المتحدة الأمريكية يخططان لتعاون استراتيجي أكبر في المجال العسكري، الأمر الذي تطرق إليه بشكل مباشر، لوديي، إذ جاء في بلاغ لإدارة الدفاع الوطني أنه أعرب على إرادة المملكة لتوسيع نطاق هذه الشراكة، التي تعززت من خلال التوقيع، أمام صاحب الملك محمد السادس على الاتفاق الثلاثي بين الولايات المتحدة الأمريكية والمغرب وإسرائيل في دجنبر 2020، والذي يعترف بسيادة المغرب على صحرائه.
وتحيل هذه العبارات على ما ورد في الاتفاق الثلاثي الذي تلا صدور المرسوم الرئاسي الأمريكي الموقع من طرف الرئيس السابق دونالد ترامب، والذي اعترفت بموجبه الولايات المتحدة الأمريكية بالسيادة المغربية على الصحراء، وبعده وقع المغرب وإسرائيل أول اتفاق للتعاون الأمني والعسكري بين دول عربية وتل أبيب، أمام مناورات "الأسد الإفريقي" فامتدت لسنتين متتاليتين لتشمل أقاليم الصحراء، وتحديدا المحبس القريبة من الحدود الجزائرية..
وأورد البلاغ أنه بخصوص المجال الدفاعي، رحب الوزير المنتدب المكلف بإدارة الدفاع الوطني بـ"القرارات الإيجابية التي اتخذها الكونغرس ومجلس الشيوخ الأمريكيين بشأن التعاون العسكري بين الولايات المتحدة والمملكة المغربية، وذلك بمناسبة اعتماد ميزانية الدفاع الوطني للولايات المتحدة برسم سنة 2023"، وهو الأمر الذي يحيل على ما جاءت به البنود المتعلقة بتفويض الدفاع الوطني الأمريكي، التي لم تضع أي تحفظ على التعامل مع المغرب بكافة جغرافيته.
وعلى الرغم من تعويل الجزائر وجبهة "البوليساريو" الانفصالية على ظفر الديموقراطيين بأغلبية الكونغرس، ووصول الرئيس جو بايدن إلى البيت الأبيض، لمراجعة قرار الاعتراف بمغربية الصحراء، ودفعهم في هذا الاتجاه من خلال "لوبي" ممول من الجزائر يقوده السيناتور السابق جيمس إينهوف، إلا أن بايدن وقع على القانون الذي يرفع أي قيود عن التعامل مع الصحراء كجزء من المغرب، والذي مهد لاستمرار مناورات "الأسد الإفريقي" بالمملكة بما في ذلك الأقاليم الجنوبية.
وأبرز لوديي أيضا أهمية التعاون العسكري الثنائي ومبادرات التكوين وتبادل التجارب والخبرات التي تتجسد، بالخصوص، في إجراء التمرين العسكري "الأسد الإفريقي" متعدد الأطراف بشكل منتظم، والذي يعزز قابلية التشغيل المشترك لقوات البلدين، وفق ما جاء في البلاغ، الأمر الذي يتزامن مع التحضير للمناورات الجديدة المقررة خلال الفترة ما بين 22 ماي و16 يونيو 2023 في مناطق أكادير وطانطان والمحبس وتزنيت والقنيطرة وابن جرير وتفنيت، وفق بلاغ للقيادة العامة للقوات المسلحة الملكية، تلا انعقاد الاجتماع التخطيطي النهائي على مستوى القيادة العامة للمنطقة الجنوبية بأكادير من 12 إلى 16 أبريل 2023.
وبالعودة إلى اجتماع اليوم، نجد أن الطرفين أعربا، عن "تطلعهما وإرادتهما المشتركة لتعزيز هذه العلاقات النموذجية في المستقبل، وخاصة طبقا لخارطة الطريق 2020-2030 التي تم الاتفاق عليها بمناسبة زيارة وزير الدفاع الأمريكي إلى المغرب"، في إشارة إلى زيارة مارك إسبر للرباط في أكتوبر 2020، وشهد توقيع اتفاقية عسكرية مدتها 10 سنوات، تهدف إلى مواجهة البلدين التهديدات الأمنية والعسكرية المشتركة، كما تفتح الباب للتعاون في مجال الصناعات العسكرية، وفق تصريحات وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة.
وقال بلاغ إدارة الدفاع الوطني إن أعضاء الكونغرس الأمريكي أعربوا خلال هذه المباحثات، التي جرت بحضور السفير الأمريكي المعتمد بالرباط، عن "إعجابهم بالإصلاحات الكبرى التي حققتها المملكة المغربية بقيادة الملك محمد السادس"، كما أشادوا "بالمستوى المتميز الذي بلغته علاقات الصداقة والتعاون العريقة القائمة بين البلدين، والتي تعززت بشراكة استراتيجية، لا سيما على المستويات السياسية والدبلوماسية والاقتصادية والعسكرية والأمنية"، واستحضروا أيضا "الجهود المتعددة والدور الذي تضطلع به المملكة من أجل السلام والاستقرار في منطقة البحر الأبيض المتوسط وإفريقيا والشرق الأوسط".