رسالة لسفارة أبوظبي تصف التطبيع بـ"الخيانة".. حقوقيون ومثقفون مغاربة يحتجون على الإمارات
لم يعد وقوف الإمارات في وجه العديد من المصالح المغربية والحرب الخفية بين ديبلوماسيتي البلدين التي وصلت حد المس بمغربية الصحراء وإطلاق هجمات ما يعرف بـ"الذباب الإلكتروني" ضد المملكة، الدافع الوحيد لغضب قطاع واسع من المغاربة على هذه الدولة الخليجية، حيث امتد الأمر ليشمل أيضا القضية الفلسطينية التي كانت اليوم الثلاثاء محرك صدام بين حقوقيين مغاربة ومسؤول إماراتي أمام سفارة بلد هذا الأخير بالرباط.
وتعرض مجموعة من الفاعلين في المجالات النقابية والحزبية والحقوقية للمنع بشكل عنيف من طرف حراس أمن خاص أمام مقر السفارة الإماراتية، وفق ما أكده مجموعة منهم، والذين أوردوا أنه تعرضوا للتهجم والتهديد خلال محاولتهم إيصال "رسالة شعبية" تندد بالاتفاق المنتظر توقيعه بين دولة الإمارات وإسرائيل برعاية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مبرزين أن مسؤولا إماراتيا شارك في هذا التهجم.
وكانت الجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني، ومجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين، قد وجهتا رسالة احتجاج إلى الإمارات عن طريق سفارتها بالمغرب، من أجل إدانة ما وصفتاه بـ"اتفاق الغدر والخيانة بحق الشعب الفلسطيني ومقدسات الأمة"، موردتين أن "ما أقدم عليه حكام الإمارات، بشكل متطفل على سيادة الشعب الفلسطيني وقيادته في موضوع ضم الضفة من قبل العدو الغاصب المحتل لتبرير خطوة اتفاق الخيانة، لا يعدو ان يكون مجرد غطاء مكشوف للتغطية الإعلامية على الفضيحة".
وتابعت الوثيقة "من سخرية مشهد الخيانة التي لم يراعَ فيها أي وازع، أن الإمارات تدعي أنها تعقد سلاما على أساس وقف ضم الضفة الغربية وغور الأردن وتصويره على أنه اتفاق سلام مع "إسرائيل"، ونحن نسأل، متى كانت الإمارات في حرب مع العدو الصهيوني لتعقد اليوم سلاما معه"، وأضافت "ثم من فوض الإمارات لتتحدث باسم شعب الجبارين، شعب فلسطين الأبي؟ بل من فوضكم من شعب الإمارات حتى تتحدثوا باسمه وتخونون فلسطين والأمة هكذا؟"
وتأتي هذه الخطوة بعد مجموعة من المواقف الصادرة عن مثقفين مغاربة احتجاجا على خطوة التطبيع التي أعلن عنها ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد ورئيس الوزراء الإسرائيلي دونالد ترامب، أبرزها إعلان الشاعر المغربي محمد بنيس الانسحاب من عضوية الهيئة العلمية لجائزة الشيخ زايد للكتاب في رسالة مكتوبة أرجعت هذا القرار إلى "الاتفاق بين الإمارات وإسرائيل على إقامة علاقات دبلوماسية بينهما".
وتلا ذلك إعلان الناقد والأكاديمي المغربي، يحيى بن الوليد إلغاء ترشحه لجائزة الشيخ زايد، قائلا، من خلال تدوينة عبر حسابه في "الفيسبوك" إنه قام قبل نحو شهر بترشيح كتابه حول "المثقفين العرب" لفرع فرع التنمية وبناء الدولة من الجائزة المذكورة، "غير أن ما حصل من تطبيع فظيع بين ساسة دولة الإمارات والكيان الإسرائيلي الغاصب، يجعلني أعدل نهائيا وبشكل طوعي عن هذا الترشيح، في إجراء متواضع أتضامن فيه مع شعبنا الفلسطيني في صراعه العادل من أجل نيل مطالبه المشروعة"، على حد وصفه.
وأقدم خطوة الانسحاب من الترشح للجائزة الإماراتية أيضا الروائيون أحمد الويزي وزهرة رميج وأبو يوسف طه للسبب ذاته، أما الكاتب عبد الرحيم جيران فاستقال من موقعه ضمن أعضاء تحرير المجلة الإماراتية "الموروث الثقافي" التي يصدرها معهد الشارقة، مدونا "فلسطين خط أحمر، وكل تطبيع مع الكيان الصهيوني مرفوض مهما كانت الجهة التي تتبناه".