رغم أنها منطقة عازلة.. الجزائر تتهم المغرب بقصف "المدنيين" خلف الجدار الأمني !
اتهمت الجزائر عبر مبعوثها الخاص "المكلف بقضية الصحراء"، عمار بلاني، المملكة المغربية بالقيام بما وصفته بـ"أعمال حربية شرق الجدار الرملي وتقوم بعمليات قتل خارجة عن القانون تستهدف المدنيين باستعمال اسلحة متطورة خارج حدودها المعترف بها دوليا".
وجاء هذا الكلام من بلاني وفق وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية، عقب الأنباء الصادرة مؤخرا من المنطقة العازلة في الصحراء، والتي تتحدث عن قيام القوات المغربية بطلعات جوية استهدفت فيها عناصر "البوليساريو" وقصفت منشآت عسكرية تابعة للجبهة في "مهيريز" وسقوط قتلى.
وأضاف المسؤول الجزائري وفق ذات المصدر أن "السلطات المغربية التي أعلنت عن تمسكها المزعوم بالمسار السياسي وكذا دعمها المزعوم لجهود الامم المتحدة الرامية الى ايجاد حل سلمي للنزاع في الصحراء الغربية، تنتهك يوميا الاتفاقات العسكرية التي وقعها طرفي النزاع و التي يؤيدها مجلس الامن".
وتُعتبر هذه الاتهامات الجزائرية، وفق المتتبعين للصراع في الصحراء، ليست جديدة، حيث سبق أن اتهمت المغرب بقصف المدنيين في المنطقة العازلة للصحراء التي تقع بين الجدار الأمني المغربي والحدود الجزائرية، وهي منطقة لا يجب أن يتواجد فيها أشخاص مدنييون، وغالبا ما تعرف تواجد ميليشيات "البوليساريو" الانفصالية أو عناصر القوات المغربية.
ولا تلقى هذا الاتهامات الجزائرية أي صدى خارج حدودها، لدرجة أنها فشلت في الشهور الماضية في إقناع المجتمع الدولي بما وصفته بـ"العدوان المغربي على مواطنين جزائريين في الصحراء"، حيث كان بلاغ للرئاسة الجزائرية قد تحدث عن مقتل 3 من الرعايا الجزائريين تعرضوا لقصف في المنطقة العازلة التي يعتبرها المغرب جزءا من أراضيه الصحراوية التي توجد على الحدود مع موريتانيا والجزائر.
وكانت الجزائر قد اتهمت المغرب باستخدام أسلحة متطورة لقصف المواطنين الجزائريين الثلاثة في أواخر العام الماضي، وادعت أنها ستقوم بتحقيق في الحادث، إلا أنها لجأت إلى الصمت ولم تُعلن عن أي نتائج، وهو الأمر الذي أرجعه متتبعون، إلى خشية الجزائر أن تجد نفسها مضطرة للكشف عن الأسباب التي دفعت شاحنات جزائرية للتواجد في المنطقة العازلة التي تعرف مواجهات بين جبهة "البوليساريو" والقوات المغربية، وهي منطقة ممنوعة على المدنيين للتواجد فيها.
وتُعتبر هذه الخرجات الجزائرية، تدخل في إطار دعمها المتواصل لأطروحة "البوليساريو" الانفصالية، بهدف إبقاء الصراع قائما في الصحراء، وإبقاء المغرب منشغلا بهذه القضية بالنظر إلى خوف الجزائر من النمو المتصاعد والمؤثر للمغرب في إفريقيا وعلى الصعيد الدولي على حسابها.