زعيم "البوليساريو" الانفصالية يُطالب الحكومة الإسبانية "القادمة" بالتراجع عن موقف سانشيز الداعم للمغرب في قضية الصحراء
دعا زعيم جبهة "البوليساريو" الانفصالية، ابراهيم غالي، مما وصفه بـ"الحكومة الإسبانية القادمة"، بالتراجع عن موقف بيدرو سانشيز الذي يرأس الحكومة الإسبانية في الفترة الانتقالية بعد انتهاء ولايته، والذي كان قد أعلن فيه دعمه للمغرب في قضية الصحراء في مارس من العام الماضي.
وقال زعيم "البوليساريو" خلال كلمة له ضمن فعاليات اختتام الجامعة الصيفية لما يُسمى بـ"الأطر الصحراوية" في الجزائر أول أمس الاثنين "نجدد إدانتنا للموقف الخياني، الداعم للسياسات العدوانية التوسعية المغربية، والذي اتخذه رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز. كما أننا، بهذه المناسبة، ندعو الحكومة الإسبانية القادمة إلى مراجعة ذلك الموقف".
وتجري حاليا في إسبانيا محاولات من أجل تشكيل حكومة جديدة، من طرف الحزب المتصدر في الانتخابات العامة في 23 يوليوز الماضي، الحزب الشعبي (PP) الذي بالرغم من تصدره النتائج بحصوله على 136 مقعدا من أصل 350 مقعدا، إلا أن هذا التصدر لم يكن كافيا لهذا الحزب من أجل تشكيل حكومة بأغلبية مريحة، وهو الأمر الذي يُعتبر "خيبة أمل" لجبهة "البوليساريو" ومعها الجزائر، حيث كانا يراهنان على حدوث تغيير في هرم الحكومة الإسبانية بسقوط سانشيز وغياب أي احتمالية في بقاءه رئيسا في مدريد.
وفي ظل النتائج التي افرزت عنها الانتخابات والتي تُعطي الوصافة لحزب العمال الاشتراكي المنتمي إلى اليسار بقيادة سانشيز، بعدما حصل على 122 مقعدا، فإن احتمال بقاء سانشيز لولاية ثانية يبقى واردا، في ظل وجود سيناريوهات التحالف للوصول إلى الأغلبية، خاصة أن مجموع مقاعد الكتلة اليسارية يصل إلى 169 مقعدا، وتتبقى 7 مقاعد لتحقيق الأغلبية.
وتوجد المقاعد المتبقية لتحقيق الأغلبية لليسار الإسباني، لدى الأحزاب المطالبة بالاستقلال في إقليم الباسك وكتالونيا، وهو ما سيفرض على سانشيز بدء مرحلة عسيرة للتفاوض معها وإقناعها، نظرا لأن هذه الأحزاب أعلنت رفضها الدخول في أي تحالف مع اليمين أو اليسار.
لكن قبل بدء سانشيز في التحالف من أجل تشكيل حكومة يترأسها لولاية اخرى، فإن الأولية حاليا للحزب المتصدر، الذي يقوم بمساعي من أجل الحصول على التحالف الذي يكفل له تولي الحكومة الإسبانية، بالرغم من أن زعيم الحزب ألبيرتو نونييز فييخو، لم يصرح في أي حوار إعلامي له بشكل رسمي أنه سيقوم بمراجعة موقف مدريد من قضية الصحراء.
وتجدر الإشارة إلى أن بيدرو سانشيز كان قد أعلن في مارس من العام الماضي في رسالة إلى الملك محمد السادس، عن دعم بلاده لمقترح الحكم الذاتي لحل نزاع الصحراء تحت السيادة المغربية، وهو الموقف الذي شكل ضربة موجعة لجبهة "البوليساريو" وداعمتها الجزائر، الأخيرة التي قامت بسحب سفيرها وتعليق اتفاقية الصداقة والتعاون مع مدريد على إثر ذلك.
تعليقات
بإمكانكم تغيير ترتيب الآراء حسب الاختيارات أسفله :