زعيم "البوليساريو" يتهم المغرب بأنه يهدد استقرار المنطقة ويطالب دول الجوار للتنسيق لاستعادة الأمن والسلام!
اتهم زعيم جبهة "البوليساريو" الانفصالية، إبراهيم غالي، اليوم الأحد، المملكة المغربية، بأنها دولة تنهج سياسة توسعية في المنطقة تهدد السلم والاستقرار، وأعلن بأن الجبهة مستعدة للتعاون والتنسيق مع بلدان الجوار للعمل على استعادة الأمن في المنطقة.
واعتبر ابراهيم غالي خلال كلمة له صباح اليوم بمناسبة ما وصفه إعلام "البوليساريو" بـ"الجلسة التأسيسية للمجلس الاستشاري"، بأن المغرب فشل في "فرض سياسية الواقع وشرعنة" تواجده في الصحراء، ليقوم باستقطاب "جهات خارجية معروفة بسياستها الاستعمارية"، في تلميح إلى التحالف المغربي الإسرائيلي في مجال الدفاع، متهما أيضا المغرب بـ"اغراق المنطقة بالمخدرات".
وهي نفس الاتهامات التي سبق أن وجهها زعيم "البوليساريو" إلى المغرب في أغلب خطاباته، ليخلص مرة أخرى إلى القول بأن الجبهة الانفصالية لن تتوقف عن القتال إلى غاية تحقيق "استقلال المناطق الصحراوية من الاحتلال المغربي".
وفي الوقت الذي يعتبر فيه إبراهيم غالي بأن المغرب يهدد استقرار المنطقة، ترى أطراف مغاربية عديدة، بأن من أسباب عدم نهضة المنطقة المغاربية والفشل المتواصل في تحقيق اتحاد مغاربي متجانس وقوي، يرجع بالأساس إلى وجود جبهة "البوليساريو" الانفصالية في المنطقة، التي تُفجر الخلافات بين البلدان المغاربية منذ تأسيسها إلى غاية اليوم.
وبعدما كانت الجبهة سببا في الخلافات المتواصلة بين المغرب والجزائر فقط، تطور الأمر في الفترة الأخيرة، إلى حدوث أزمة ديبلوماسية بين المغرب وتونس هذه المرة، جراء قيام رئيس تونس قيس سعيد في غشت الماضي باستقبال زعيم "البوليساريو" استقبالا رسميا للمشاركة في قمة "تيكاد 8" بين اليابان والبلدان الإفريقية.
وتسببت الواقعة في سحب المغرب لسفيره من تونس، وهو نفس الخطوة التي أقدمت عليها الأخيرة، ولازالت العلاقات بين البلدين إلى حدود اليوم باردة ودون أي تواصل، مما دفع بالعديد من الأطراف السياسية والمدنية في تونس المعارضة لسياسة قيس سعيد، باتهم رئيس البلاد بجر تونس إلى خلاف لا يهم تونس في شيء، متهمة الرئيس بالانصياع لأوامر وطلبات الجزائر بهدف الحصول على قروض تفضيلية.
ومن جانبه، فإن المغرب، يعتبر أن جبهة "البوليساريو" الانفصالية، هي السبب الرئيسي لكافة المشاكل في المنطقة، وتمارس العديد من الخروقات والجرائم الدولية، مثل احتجاز الآلاف من الأشخاص في تندوف في ظروف صعبة، إضافة إلى تجنيد الأطفال للقيام بأعمال إرهابية ضد المغرب، وغيرها من الممارسات التي يجرمها القانون الدولي.
ويصر المغرب على أن مبادرة الحكم الذاتي للصحراء، هي الحل العادل لحل هذا النزاع الذي عمر طويلا، معتبرا أن هذه المبادرة هي السقف الذي يُمكن أن يقدمه المغرب، في الوقت الذي تطالب جبهة "البوليساريو" بحق تقرير المصير عبر الاستفتاء، رغم أن الاستفتاء أصبح غير قابل للتطبيق بسبب التحولات الديموغرافية والجغرافية.
تعليقات
بإمكانكم تغيير ترتيب الآراء حسب الاختيارات أسفله :