زيارتها الأولى والأخيرة قبل 16 سنة أدت لأزمة مع المغرب.. الملكة الشرفية لإسبانيا تبدي موافقتها على زيارة سبتة
أبدت عاهلة إسبانيا السابقة، الملكة صوفيا، موافقتها على زيارة مدينة سبتة من أجل المشاركة في حدث خيري، بعد أول وآخر زيارة رسمية لها رفقة الملك خوان كارلوس الأول منذ 16 سنة، والتي أدت آنذاك إلى أزمة في العلاقات المغربية الإسبانية، الأمر الذي يطرح علامات استفهام حالية حول ما إذا كانت الرباط ستغض الطرف عن هذه الزيارة، باعتبار أن الأمر يتعلق بملكة ابتعدت عن عرشها.
والتقت "دونيا صوفيا" على طلب من اثنين من مسؤولي "بنك الطعام" في مدينة سبتة، خلال افتتاح المؤتمر السادس والثلاثين لبنوك الطعام المقام بمدينة سان سيباستيان باعتبارها ممثلة للقصر الملكي الإسباني، حيث عرضا عليهما مشروعهما الجديد الذي يتميز بكونه موفرا للطاقة، ووجها إليها دعوة لترؤس حفل افتتاح المقر الجديد وهو ما "وافقت عليه بأدب"، حسب وسائل إعلام محلية.
ووفق ما صرح به بيدرو ماريسكال ولوكاس أرتيديرو، ممثلا بنك الطعام في سبتة اللذان التقيا "الملكة الشرفية" كما بات يُطلق عليها في إسبانيا، فإن الأمر كان يتعلق بكلام "لطيف وعاطفي"، وأن "دونيا صوفيا" تحمست لفكرتهما حين علمت أن الأمر يتعلق بمستودع لوجيستي تبلغ مساحته 1500 متر مربع مزود بالألواح الشمسية لتوفير الطاقة.
وقالت الملكة لمخاطبيها "هذا رائع، اعتمدوا علي في كل ما يتطلبه المشروع"، ما شجعهما على تقديم دعوة لها للحضور إلى المدينة والإشراف على افتتاح المستودع، لتجيب "إذا كان ذلك من أجلي، نعم"، الشيء الذي دفع الاثنين للمضي قدما في التعريف بسبتة، باعتبارها مدينة جميلة ومناسبة للإقامة، وأنهما سيكونان سعيدين لو عاشت هناك، فردت الملكة صوفيا "أحب أن أذهب إلى هناك".
وكانت الملكة صوفيا قد رافقت زوجها الملك خوان كارلوس في زيارة إلى سبتة ومليلية في نونبر من سنة 2007، بعد 32 سنة من وصولهما إلى العرش، الأمر الذي كان الهدف منه حينها تأكيد "السيادة الإسبانية" على المنطقتين، ما تسبب حينها في أزمة مع المغرب، الذي سمحت سلطاته بتنظيم وقفات احتجاجية أمام التمثيليات الدبلوماسية لمدريد في المملكة، ثم عانت إسبانيا من تدفقات كبيرة للمهاجرين غير النظاميين.
ولم يزر الملكان خوان كارلوس وصوفيا سبتة أو مليلية بشكل رسمي بعد ذلك مجددا، حتى بعد أن تخليا عن العرش في 18 يونيو 2014 لنجلهما وزجته، وفي الوقت الذي توجه فيه الملك إلى الإمارات العربية المتحدة للاستقرار هناك، اختارت الملكة الشرفية التوجه إلى اليونان، مسقط رأسها، لكنها ظلت تظهر أحيانا في بعض الأنشطة الاجتماعية والخيرية.
وفي يوليوز من سنة 2020 أكد القصر الملكي الإسباني أن الملك الحالي فيليبي السادس، وعقيلته الملك ليتيثيا، سيقومان بزيارة رسمية إلى سبتة ومليلية، في إطار جولتهما في "المناطق الإسبانية المتمتعة بحكم ذاتي، لكن قصر "ثارثويلا" تراجع بعد ذلك عن تأكيداته، وقالت وسائل إعلام إسبانية أن رئيس الوزراء بيدرو سانشيث تدخل لوقف إتمام الزيارة تفاديا لأزمة مع المغرب، وهو ما استجاب له الملك الذي لا زال لم يزر المدينتين إلى حد الساعة.