سعيا للاستفادة من موقعه كمنقطة ربط نحو إفريقيا.. بعثة أمريكية تبدأ غدا بالمغرب مهمة لتعزيز العلاقات التجارية في القطاع الفلاحي
تبدأ بعثة تجارية أمريكية رفيعة المستوى، غدا الاثنين، زيارة إلى المغرب هي الأكبر من نوعها نحو إفريقيا، بمشاركة ممثلي 50 شركة فلاحية ومنظمات تجارية و14 إدارة فلاحية تمثل عددا من الولايات الأمريكية، بهدف تعزيز العلاقات التجارية في القطاع الفلاحي وتوسيع صادرات المنتجات الزراعية والغذائية الأمريكية إلى السوق المغربي وأسواق غرب أفريقيا
وتنظم هذه البعثة من قبل وزارة الفلاحة الأمريكية، بقيادة دانيال وايتلي، مدير خدمة الفلاحة الخارجية بوزارة الفلاحة الأمريكية، الذي سبق أن وصف المهمة بأنها "فرصة حاسمة" لتوسيع الروابط التجارية مع المغرب، مؤكدا على التزام الولايات المتحدة بتعزيز هذه الشراكات.
ويعد المغرب، حسب بلاغ لوزارة الفلاحة الأمريكية، ثاني أكبر سوق للصادرات الفلاحية الأمريكية في أفريقيا، حيث بلغت قيمة مبيعات المنتجات الزراعية والغذائية الأمريكية للمملكة حوالي 619 مليون دولار في العام الماضي، وهو ما يمثل 16% من إجمالي صادرات الولايات المتحدة إلى القارة الأفريقية، ومنذ دخول اتفاقية التجارة الحرة بين البلدين حيز التنفيذ في عام 2006، تضاعفت صادرات الفلاحة الأمريكية إلى المغرب.
ويتميز المغرب بموقع استراتيجي يجعله مركزا رئيسيا لتوزيع المنتجات نحو الأسواق الأفريقية، وهو ما يراه المسؤولون الأمريكيون فرصة مثالية لزيادة صادراتهم، حيث أوضح وايتلي أن البعثة تهدف إلى الاستفادة من هذا الموقع الديناميكي لفتح أسواق جديدة في أفريقيا عبر البوابة المغربية.
وتستورد المملكة المغربية كميات كبيرة من السلع الفلاحية الأساسية والمتوسطة من الولايات المتحدة، وتشهد قطاعات مثل معالجة الأغذية نموا ملحوظا مع تزايد الطلب الاستهلاكي، وبالتالي يتوقع أن تشهد العلاقات الثنائية في هذا المجال زيادة بعد هذه الزيارة.
وأشارت وزارة الفلاحة الأمريكية إلى أن الوفد التجاري سيعقد لقاءات عمل مباشرة مع مشترين مغاربة وأفارقة، بما في ذلك من دول مثل ساحل العاج، غامبيا، والسنغال، وتهدف هذه الاجتماعات إلى تعزيز الشراكات التجارية واستكشاف فرص تصدير جديدة، ما يعزز من مكانة المغرب كحلقة وصل تجارية رئيسية.
ويضم الوفد الأمريكي شخصيات بارزة مثل مايك بيم، وزير الفلاحة في ولاية كانساس، ودوج جوهرينج، مفوض الفلاحة في ولاية داكوتا الشمالية، إلى جانب وزراء ومسؤولين من ولايات أخرى مثل فرجينيا وويسكونسن، مما يعكس اهتماماً واسعاً من مختلف الولايات الأمريكية بتعزيز التعاون مع المغرب.
كما يشارك في البعثة ممثلون عن إدارات الفلاحة من ولايات كولورادو، أيداهو، إنديانا، مينيسوتا، ميسوري، مونتانا، نبراسكا، نيو مكسيكو، تينيسي، وواشنطن، حيث تسعى جميعها لتوسيع أنشطتها التجارية في القارة الأفريقية عبر الشراكة مع المغرب.
وذكرت وزارة الفلاحة الأمريكية أن هذه البعثة ليست مجرد زيارة تجارية، بل تعكس اهتمام الولايات المتحدة بتطوير علاقاتها مع المغرب كجزء من استراتيجيتها لتعزيز التعاون مع أفريقيا، حيث يمثل المغرب بوابة أساسية للوصول إلى الأسواق الأفريقية المتنامية.
ويُتوقع أن تسهم هذه البعثة في زيادة التعاون الفلاحي بين البلدين، لا سيما في ظل الاتفاقيات التجارية القائمة بينهما. كما تعكس هذه الزيارة اهتمام الولايات المتحدة بتعميق شراكتها مع المغرب في القطاعات الاقتصادية المختلفة، وفي مقدمتها القطاع الفلاحي الذي يشهد تطورا سريعا.