سفير الولايات المتحدة بالرباط: اتفاقيات التبادل الحر التي تجمع المغرب بأوروبا وأمريكا تجعله وجهة جذابة للاستثمارات
قال سفير الولايات المتحدة الأمريكية لدى الرباط، بونيت تالوار، إن اتفاقيات التبادل الحر التي تجمع المغرب بكل من أوروبا والولايات المتحدة، تجعله جسرا حيويا بين القارات، ووجهة جذابة للشركات الأجنبية التي ترغب في التوسع في قارة إفريقيا، خاصة في دول جنوب الصحراء.
وجاء هذا في تصريح قدمه سفير واشنطن بالمغرب، للمنصة الأمريكية "Prosper Africa" التي تشجع على زيادة الاستثمارات بين أمريكا وإفريقيا، حيث قال إن المغرب أصبح في السنوات الأخيرة "كوجهة قوية وجذابة للشركات التي تسعى إلى تعزيزحضورها على المستوى المحلي وعلى مستوى دول إفريقيا جنوب الصحراء".
واعتبر تالوار أن "موقع المغرب الاستراتيجي، عند ملتقى الطرق بين إفريقيا وأوروبا والأمريكتين، وإبرامه لاتفاقيات التبادل الحر مع أوروبا والولايات المتحدة، تجعل منه جسرًا حيويًا بين هذه القارات"، مشيرا إلى أن المغرب "هو البلد الوحيد في إفريقيا الذي وقّع اتفاقية تبادل حر مع الولايات المتحدة".
وفي سياق متصل، جذب المغرب في السنوات الأخيرة، العديد من الاستثمارات من الشركات الاجنبية التي ترغب في الاستفادة من اتفاقيات التبادل الحر التي تجمع المغرب بأمريكا وأوروبا، وعلى رأسها الشركات الصينية المتخصصة في صناعة السيارات الكهربائية، ولا سيما بعد لجوء بروكسيل وواشنطن إلى رفع الرسوم على الصادرات الصينية في صناعة السيارات الكهربائية.
وبخصوص اتفاقية التبادل الحر مع الولايات المتحدة، فإن المغرب يواصل مساعيه لتقليص ميزان العجز التجاري في المبادلات التجارية مع واشنطن، الذي يصل إلى حوالي 2 مليار دولار، والاستفادة أكثر من اتفاقية التبادل الحر الموقعة بين البلدين والتي دخلت إلى حيز التنفيذ منذ سنة 2006.
وأعرب المغرب مؤخرا، على لسان وزير الصناعة والتجارة، رياض مزور، خلال أشغال الدورة الثامنة للجنة المشتركة المكلفة بتتبع اتفاقية التجارة الحرة بين الولايات المتحدة والمغرب، عن رغبته في الاستفادة أكثر من هذه الاتفاقية لرفع صادراته، وبالأخص من المنتوجات الفلاحية، نحو الأسواق الأمريكية.
وقال رياض مزور خلال اجتماع اللجنة المشتركة بداية هذا الأسبوع بواشنطن، في هذا السياق إن "وصول منتجاتنا الفلاحية إلى السوق الأمريكية يظل دون طموحات المغرب ومؤهلاته في مجال التصدير"، وبالتالي أكد على ضرورة الوصول إلى أسواق لحوم الدواجن المعالجة حراريا، وكذا الفواكه والخضروات.
كما تحدث الوزير المغربي، وفق ما نقلته وكالة المغرب العربي للأنباء، عن سلسلة من الملفات ذات الأولوية، المرتبطة بولوج المنتجات المغربية إلى السوق الأمريكية ونظيرتها إلى السوق المغربية، متطرقا في هذا الإطار إلى سبل التغلب على الحواجز غير الجمركية.
ويراهن المغرب على تقليص عجز الميزان التجاري مع الولايات المتحدة الأمريكية، عبر رفع الصادرات من المنتوجات الفلاحية نحو الأسواق الأمريكية بالدرجة الأولى، بالإضافة إلى قطاعات أخرى كالنسيج والسيارات، بالرغم من المنافسة القوية التي تفرضها بلدان آسيوية بفضل أسعارها التنافسية حسب ما جاء في أشغال الدورة للجنة المشتركة.
وتكشف أرقام وإحصائيات ممثل المكتب التجاري للولايات المتحدة الأمريكية، أن صادرات واشنطن نحو المغرب في 2023 بلغت 3,8 مليار دولار أمريكي، بزيادة قدرها 34 مليون دولار مقارنة بأرقام سنة 2022، والتي أظهرت أن العجز التجاري بين المغرب والولايات المتحدة هو 2 مليار دولار لصالح الأخيرة.
وحسب نفس المصدر، فإن الصادرات الأمريكية نحو المغرب في 2022 بلغت 3,7 مليار دولار، فيما بلغت الصادرات المغربية نحو الولايات المتحدة إلى 1,7 مليار دولار، مما يشير إلى وجود فارق في الميزان التجاري يصل إلى 2 مليار دولار.