شركة طيران إسبانية تُثير غضب جبهة "البوليساريو" بسبب رحلات جوية إلى مدينة العيون المغربية

أعربت جبهة "البوليساريو" الانفصالية عبر ممثلها الرسمي في إسبانيا، عبد الله العربي، عن غضبها من شركة طيران إسبانيا تُدعى "Binter Canarias"، بسبب قيام الأخيرة بتسيير رحلات جوية مباشرة بين جزر الكناري ومدينة العيون المغربية، بدعوى أن "العيون أراض صحراوية محتلة من طرف المغرب".

ووجه عبد الله العربي، وفق ما أوردته مصادر إعلامية إسبانية، برسالة إلى رئيس الشركة أعرب له فيها عن غضب الجبهة الانفصالية من قرار الشركة باستئناف الرحلات الجوية بين جزر الكناري ومدينة العيون، معتبرا أن ذلك خرقا للقوانين الدولية ولقرارات الأمم المتحدة.

وهدد ممثل جبهة "البوليساريو" الشركة الإسبانية باتخاذ إجراءات قانونية ضدها في حالة إذا استمرت في تسيير الرحلات الجوية بين جزر الكناري ومدينة العيون في الصحراء المغربية، في حين لم يصدر من الشركة لحد الساعة أي رد فعل أو بلاغ بشأن هذه الادعاءات والتهديدات.

وتعتبر جبهة البوليساريو أن مدينة العيون هي جزء من منطقة "الصحراء الغربية" المحتلة من طرف المغرب، وبالتالي تتحرك ضد أي شركة أجنبية تقوم بأنشطة اقتصادية في هذه المنطقة، بهدف منعها من مواصلة أنشطتها، غير أنها لم تفلح في العديد من الحالات، من بينها منع شركات نيوزيلاندية من استيراد الفوسفاط الذي يُستخرج من الصحراء المغربية.

ويعتبر الكثير من المتتعبين للصراع في الصحراء المغربية، أن جبهة "البوليساريو" تحاول الركوب على أي قضية جديدة من أجل الظهور الإعلامي على المستوى الدولي، وإبقاء أسطوانتها القديمة قائمة وإطالة أمد الصراع المغرب الذي كسب في السنوات الأخيرة تقدما كبيرا في هذه القضية.

وفي هذا السياق، تجدر الإشارة إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية اعترفت بشكل رسمي بسيادة المغرب على الصحراء في دجنبر الماضي في اتفاق ثلاثي شمل استئناف العلاقات الديبلوماسية بين المغرب وإسرائيل. كما أن العديد من الدول سحبت اعترافها بجبهة البوليساريو وأعلنت دعمها لمبادرة الحكم الذاتي التي يقدمها المغرب لحل النزاع.

كما أن العديد من الدول قامت في السنتين الأخيرتين بافتتاح قنصليات لها في كل من مدينتي العيون والداخلة المغربيتين، في اعتراف رسمي بسيادة المغرب على الصحراء الغربية التي كانت جزءا لا يتجزأ من المغرب منذ قرون طويلة.

وتُعتبر الجزائر حاليا هي المساند والمدعم الفاعل الوحيد لجبهة "البوليساريو"، بعد انفضاض دول كثيرة من دعم أسطوانتها القديمة بتأسيس دولة لم تكن موجودة في الأصل، ومن أبرز هذه الدول نيجريا ومالاوي، في حين أن دعم جنوب إفريقيا عرف تراجعا كبيرا مما كان عليه في العقود الماضية.